[b]على قدر أهمية فترة الخطوبة في اكتشاف الآخر، واكتشاف النفس، واكتشاف مهارات التواصل، مما يرسخ أساساً قوياً تبنى عليه الحياة الزوجية، ألا أن هذه الفترة قد يساء استخدامها، مما يهدد سلامة بناء الأسرة.
ومن السلبيات التى تعكر صفو مستقبل الأسرة، والتى نحتاج لتجنبها في فترة الخطوبة ما يلي:
(1 ) السعي للتجميل في نظر الآخر: يسعى في أغلب الأحيان كل من الخطيب وخطوبته مع بداية فترة الخطوبة بأن يتجمل في نظر الآخر، فيسعى لإبراز إيجابيات طبيعته، وتاريخ حياته، وإخفاء السلبي منها، بل يسعى لأن يلون طبيعته بصفات غير موجودة فيه على حساب الحق، مما قد يعطى صورة غير واقعية لشخصيته في نظر الآخر، وهو في هذا يسعى لاستكمال مسيرة الخطوبة بالزواج، ولو بالغش والخداع، ولكن المشكلة تتفجر بعدما يسقط قناع الزيف والغش بعد الزواج، ويظهر كل منهما على حقيقته والتى ستختلف كثيراً عما كانت عليه في فترة الخطوبة، وهنا تتفجر المشاكل وترسخ عدم الثقة في الآخر، مما يهدد سلامة الحياة الزوجية.
(2) الانعزال عن المجتمع المحيط يهما: في أغلب الأحيان قد تتأثر سلبياً علاقة كل من الخطبين بالأسرة والأصدقاء والعمل، بل والكنيسة حيث ينحسر ويتقوقع كل منهما في الآخر، بما يؤثر بالسلب على مستقبل هذه العلاقات بعد الزواج، مما يؤدى إلى رفض أسرة ومجتمع الطرف للطرف الآخر، لكونه هيمن عليه وعزله عن الكل. ومن هنا لابد أن يحرص كل منهما على الانفتاح على المجتمع الآخر لتأثيره المستقبلي على سلامة الأسرة، والأخطر من هذا هو الابتعاد عن الحياة الكنسية يؤدى إلى الانفصال النسبي عن الله، ومما يفقدهما العمل الإلهي في بداية حياتهما معاً، مع ملاحظة أنه "أن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناءون" (مز127: 1).
(3) تجاهل السعي لحل المشاكل التى تظهر في فترة الخطوبة: من المعروف أن أغلب المشاكل الزوجية تمتد بجذورها إلى فترة الخطوبة، ولا ينبغي أن ننزعج لظهور مشاكل في هذه الفترة، ولا ينبغي أن نتجاهل مشاكل هذه المرحلة، ولا يجب التعامل بالمسكنات بل بالعلاج، كما لا يجب أن نتعامل بسطحية مع نتائج المشكلة، بل بالبحث والتفتيش حتى نقتلعها من جذورها، وأن لم يكن فالأفضل فسخ هذه الخطوبة، وإلا ستؤول إلى زواج ملئ بالاضطرابات.
(4) قلة فرص الإعداد للزواج:
ويرجع ذلك لعدة أسباب منها:
+ قلة خبرة الخطبين وربما صغر سنهما.
+ قصر فترة الخطوبة.
+ الانعزال عن الأسرة والكنيسة التى فيها غنى الإرشاد.
الاهتمام بإشباع العواطف والغرائز أحياناً، والاكتراث:
• بالقراءة
• والدراسة
• والاندماج في اجتماعات المخطوبين
• ولقاءات الإرشاد الأسرى
+ الانشغال بتأسيس بيت الزوجية، وترتيبات حفل الزواج وكل ما يتعلق به بتفاصيله الدقيقة.
وأتعجب أن ننشغل شهراً بالإعداد لساعتين أو ثلاثة (يوم الزواج) ولا ننشغل ببضعة ساعات في الإعداد النفسي والروحي للحياة الزوجية.
وهنا ينبغي أن ندرك أهمية الدراسة والالتحاق لمجموعات الإرشاد الأسرى في هذه الفترة لأجل التمتع بحياة زوجية مستقرة ومقدسة.[/b]