بينما كنت سائراً،
رأيت أولاداً يضربون طالباً في عمري
ويرمون كتبه على الأرض ويهربون.
رأيت الحزن في عينيه، فأسرعت إلى مساعدته
وابتسمت له، فابتسم وشكرني.
سألته عن اسمه فقال:"حنا". ثم سألته أين يسكن،
فاكتشفت أننا نسكن في نفس الحيّ. أوصلته الى البيت،
وحملت بعض الكتب عنه،
وسألته إن كان يريد أن يلعب معي
ومع أصدقائي فوافق.
ثم أمضينا عطلة نهاية الأسبوع معا
وارتبطنا بعلاقة حميمة علاقة صداقة جميلة وصادقة.
مرت الأيام وتخرجنا،
وشاءت الصدفة أن ندخل نفس الجامعة
لمتابعة دراستنا العليا. دخل هو كلية الطب
وأنا دخلت كلية الاقتصاد.
وجاء يوم التخرج من الجامعة،
وبما أن حنا كان طالبا لامعا،
فقد طلبنا منه ان يلقي هو كلمة الخريجين.
وقف حنا يخطب.
كان شابا جميلا، لكنه كان مشدودا نوعا ما.
ابتسمت له من بعيد وشجعته،
فبادلني الابتسامة وقال شكرا.
ثم بدا كلمته قال فيما قال يوم التخرج
يوم يشكر فيه الانسان جميع من رافقوه
طيلة فترة دراسته الأهل والمعلمين وخصوصا الاصدقاء
واسمحو لي ان اذكر لكم قصتي لم اصدق ما سمعته،
فقد بدا حنا باليوم الذي قابلته فيه للمرة الأولى
عندما كان الأولاد يضربونه ويرمون كتبه
قال انه كان يفكر في ذلك اليوم بالانتحار
ثم نظر اليّ وابتسم وقال لكني
لم انتحر لأني وجدت صديقا ابتسم لي
واعاد الي فرح الحياة
دون ان يعلم
ثم اشار اليّ وابتسم مجددا.
نظرت الى والديه فرأيت عيونهما قد اغرورقت بالدموع وابتسموا لي من بعيد ابتسامة
شكر هم أيضا
عندئذ فقط فهمت عمق معنى ابتسامتي الأولى لحنا