عدد الرسائل : 162 العمر : 35 اسم الكنيسة : العذراء والانبا ابرام المدينة : القاهرة
موضوع: الحكومة و مجلس الشعب و الاقباط الأربعاء سبتمبر 16, 2009 4:54 pm
كتبها رفيق الأربعاء, 16 سبتمبر 2009 08:05 طالعنا السادة د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب و د.مصطفى الفقي عضو مجلس الشعب مؤخراً في احاديث صحفية و مقالات مختلفة مصرحين بأن انعدام الوجود القبطي في مجلس الشعب و المراكز الحكومية الهامة سببه هو الأقباط نفسهم و عزوفهم عن الحياة السياسية و التقدم لمثل هذه الوظائف. انتهى التصريح الخطير و الذي يبدو انه النغمة الجديدة التي تود الحكومة اتباعها في مواجهة الضغط الداخلي و الخارجي الموثق بالادلة الدامغة على اقتصار المراكز العليا في مصر على المسلمين فقط بصورة صارخة بالاضطهاد العلني. نسى او تناسى السادة الافضال ان الاقباط منذ ٦٠ عاما فقط كانوا جزء لا يتجزء من البرلمان و الحكومة و الجيش و الشرطة و النقابات العامة سواء بالانتخاب الحر او التعيين خادمين وطنهم باخلاص حتى شاركوا في جعله واحد من اهم القوى السياسية و الاقتصادية في العالم.
نسى او تناسى السادة الافاضل ان نسبة التعليم عامة والتعيم العالي خاصة بين الاقباط هي اعلى بكثير بمقارنتها بالنسب على مستوى الجمهورية.
نسى او تناسى السادة الافاضل ان الاقباط حالما خروجهم من مصر يحققون انجازات مشهود لها و يصلون الى اعلى المناصب على الرغم من وضعهم كمهاجرين.
لقد اغلقتم الابواب الحكومية عمدا في وجه الاقباط على مدى ال٦٠ عاما الماضية حتى فقدوا الثقة تماما في كل ما هو حكومي، و حتى تعفنت اجهزة الحكومة و البرلمان من الداخل.
ارجوكم لا تصدقوا كذبتكم المفضوحة و تلقوا اللوم على الضحية كما يفعل المغتصب مع ضحيته بأتهامها بأنها هي السبب في جريمته الشنعاء.
ففي الدول المتحضرة التي تهتم بحقوق مواطنيها حتى و لو كانوا مهاجرين تقوم الحكومات و المؤسسات العامة بحملات اعلامية ضخمة لاجتذاب الاقليات للعمل فيها و تشجعهم على النجاح و ارتقاء المناصب العليا، و في سعيهم الدؤوب لاستقطابهم لا يترددون في الذهاب الى امكان تجمعاتهم و عبادتهم. فمن السهل ان تجد عربا مسلمين في حكومة شيكاغو او ضباط بوليس صينيين في تورونتو او حاكم ولاية اسود في امريكا او وزراء هنود في مقاطعة كولومبيا البريطانية.
ترى متى سنرى وفدا من مجلس الشعب المصري يذهب الى الكنيسة بعد القداس ليشجع الاقباط على الاقبال على الحياة السياسية؟ و متى سنرى لواءات الشرطة المصرية في مدارس الاحد يحاولون استقطاب شباب الاقباط للعمل في الشرطة؟ و متى سنرى اعلانات وزارة الخارجية عن حاجاتها لاقباط اكفاء لشغل مناصب دبلوماسية؟ هذه ايها السادة الافاضل هي مسئوليتكم كمدافعين عن حقوق المواطنة في مصر، هذه هي امانة مناصبكم ان تساووا بين ابناء الوطن بلا تفرقة و بلا تحيز و هذا ما اقسمتم عليه يوم اعتلاء كراسيكم العالية.
و اخيرا كلمة الى الاقباط ... الساكت عن الحق شيطانا اخرس ... طالبوا بحقوقكم، ارفعوا شكواكم الى المسؤلين والى رؤساء المسؤلين اذا وقع عليكم ظلم كما فعل بولس الرسول حتى تنالون حقكم.
هذا هو وطنك الذي ورثته يا قبطي عن آبائك و اجدادك و الذين ضحوا بالثمين و الغالي ليحافظوا لك على هويتك و انتماءك، فتبوؤ مكانتك فيه كرئيس للجامعة و رئيسا للوزراء بل و رئيسا للجمهورية، يعلم الله ان سمعة هذه البلد و احوالها المتردية الى حد الغثيان ستتحسن على يديك و سيعم الخير على جميع ابناءها اذا ما تمسكت بحقوقك المشروعة.