هذه الكرمة للبابا شنوده الثالث

هذه الكرمة يا مولاي
نبتت من شوكة كانت
و رواها دمك القاني
و رعاها حبك الصافي
فنمت في جنة الإيمان
و مضت تحمل للأقباط

من غرس يمينك
على طرف جبينك
و سيل من جفونك
و ذاقت من حنينك
تحيا في يقينك
من أثمار دينك

غير أن الريح يا مولاي
شردت طيره في الكرمة
طار لا يشدو ولكن
أنت يا من قلت من يمسسكم
فرح الأطيار في الكرمة
واصلح الأمر فهذا الغصن
هذه الكرمة يا مولاي

قد طاحت بغصن
من ركن لركن
شاكيا من ذا التجني
قد مس عيني
و امح كل حزن
من أقوى غصونك
من غرس يمينك

. ليس لي يا خالقي الجبار
فغبي أنا يا قدوس
غير أنا قد تركنا
ليس إلا وعدك الماضي
أنت لا تنساه مهما
كيف تنسى آبرام مختارك
كيف تنسى الحب والإشفاق
هذه الكرمة يا مولاي

أن افهم قصدك
والحكمة عندك
من لنا يا رب غيرك
فهل تذكر وعدك؟
نسى الكرام عهدك
أو يعقوب عبدك؟
أو ماضي حنينك؟
من غرس يمينك

نحن منقوشون في كفك
نحن أخطأنا ولكن
هو ذا الرحمة تنصب
كلما نغلق بابا
آه يا مولاي يا من
شعبك المسكين يا قدوس
انظر الكرمة بعد الخصب
و أشفق اليوم عليها
هذه الكرمة يا مولاي

لا نخشى اضطرابا
سوف لا نلقى عقاب
من الآب انصبابا
تفتح الرحمة بابا
عرف الخل شرابا
قد قاسى العذابا
قد أمست خرابا
فهيا لا تحيا بدونك
من غرس يمينك