قال الانبا مكسيموس الأول، قائد اول انشقاق عن الكنيسة الارثوذ***ية الأم في مصر، إنه متأكد تماما أن الحكومة المصرية سترخص للمجمع المقدس الذي أعلن عن تأسيسه مؤخرا، متهما الكنيسة القبطية التي يتزعمها البابا شنودة بأنها خلقت ضحايا لها وكانت وصية على الناس باسم الله، كما منعت الصلاة على بعض القساوسة، وأقامت محاكم كنسية بدون اساس قانوني وشرعي.
ومن جانبه توقع مفكر قبطي بارز أن السماح الرسمي بنشاط كنيسة جديدة في مصر سوف يثير الأقباط ويخلق موجة من الضغوط الداخلية على الحكومة التي تخضع أيضا لضغوط أمريكية فيما يتعلق بالحريات الدينية.
وفي حواره مع "العربية.نت"، قال الانبا م***يموس الأول إنه متأكد تماما أن المحكمة سوف تمنحه الشرعية والترخيص للعمل لأن الاجراءات التي قام بها صحيحة، مشيرا إلى أنه يستمد شرعية مجمعه المقدس "من الرسامة الكنسية القانونية التي حصلت عليها من ثلاثة اساقفة من الكنيسة اليوانية القديمة ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية".
قصة محاكم البابا شنودة
وانتقد مكسيموس الأول الكنيسة الارثوذ***ية برئاسة البابا شنودة مشددا أنها بحاجة للاصلاح. واضاف: "كانت فيها محاكمات كنسية بلا فرصة للدفاع عن النفس أو تقديم عريضة اتهام للذين يحاكمون، وفرصة استنئناف الحكم غير موجودة، ولا يوجد هيئة محلفين يحضرون المحاكمات حتى يشهدوا للعالم الخارجي أو باقي أعضاء الكنيسة أن المحاكمة تمت بطريقة عادلة، ولا توجد أية إجراءات تضمن عدالة المحاكمة".
وتابع "صدرت أحكام كنسية كثيرة ضد أشخاص كثيرين كانوا من أنزه وأنصع وأقوى الشخصيات في مجتمعنا الكنسي، مثل الراحل القس إبراهيم عبد السيد الذي منع من الخدمة ولم تقدم أية إجابة حتى نهاية حياته عن سبب محاكمته، وعند موته منع البابا شنودة الصلاة على جثمانه وصارت أسرته تطوف بالجثمان على كنائس شتى حتى انتهى بها الأمر إلى أحد القساوسة المغضوب عليهم والذي عزل وهو يقيم في بيته الآن على مدار 12 سنة، وهو الذي صلى على جثمانه".
وأوضح " لم نحصل على إجابة عن الأساس الشرعي والقانوني الذي كانت الكنيسة تستخدمه لمحاكمة هؤلاء الضحايا التي تمت بسبب خلافات بالرأي، والكنيسة الارثوذكسية لا تكون ارثوذ***ية إلا بالاعتماد على مرجعية الآباء الأولين، والآن لا توجد مرجعية، التعليم كلام مرسل بلا مرجعية، والذين يقومون بالتعليم في كليات اللاهوت لم يؤهلوا بالقدر الكافي".
ونفى م***يموس الأول أن يكون قد أتى بجديد، قائلا إن من فعل ذلك هو البابا شنودة. وقال : "أنا أنادي بأن تستمر الأوضاع كما كانت قبل البابا شنودة ومن سبقوه على امتداد التاريخ.. البابا شنودة هو الذي اتخذ قرارا بالارادة المنفردة دون اتفاق مع المحاكم على إيقاف العمل بلائحة 1938 التي تعتمد المرجعية التاريخية لابن العسال واعتبر أن ما أتى به 1971هو القاعدة وما هو تاريخي هو الشذوذ وعندما أنادي بالعودة إلى ما هو تاريخي يقال إنني أتيت بالجديد".
وصاية الكهنة باسم الله
وردا على سؤال عما يميزه عن الكنسية القبطية برئاسة البابا شنودة، يجيب: الالتزام بتعاليم الآباء الأولين الذين كانوا استلموا الإيمان يدًا بيد من رسل المسيح، وأن تكون علاقة الانسان بالله بلا وصاية وبلا وساطة فلا ينبغي أن يكون بين الإنسان والله وسيط ولا ينبغي أن يكون رجال الدين والكهنة أوصياء أو وسطاء بين الانسان والله"، ورد على اتهام يوجهه له رهبان أقباط بأنه تزوج مخالفا القواعد الأرثوذكسية بأنه فعل ذلك لأنه لم يكن راهبا أبدا ع*** ما كان يشاع.
وعن عدد أتباعه يقول الأنباء م***يموس الأول ليس " ليس لدي إحصاء لرعيتي وإذا قال البابا شنودة إنهم ألف فهذا رقم جيد جدا كبداية، وأتباعي الآن كانوا تلاميذي".
وفيما إذا كان موقفه يختلف عن موقف البابا شنودة الذي رفض فيلم "شفرة دافنشي" ونشاط الديانة البهائية التي أعلن أصحابها في مصر عن أنفسهم في الأشهر الأخيرة وكانت تضم بين أعضائها أسماء مسيحية وأخرى مسلمة، أوضح قائلا: فيلم شفرة دافنشي عمل أدبي خيالي ربما لا يكون مناسبا لأوساطنا الشرقية والعربية حيث أننا تربينا على احترام المقدسات وربما يكون بالنسبة لأهل الغرب شيئا مألوفا، أما بالنسبة لي فهو شئ مستهجن. وبالنسبة للبهائية فلست جهة اعتراف أو عدم اعتراف.. أنا رجل دين مسيحي لكن ما قلته بشأنها أني أنادي بالحرية الدينية للجميع وأنا لست جهة إفتاء بخصوص البهائية أو غيرها.
وانتقد مكيسموس الأول منع الكنيسة المصرية للمطلقين من الزواج ثانية، قائلا " أنا أتحت فرصة للمطلقين أن يتزوجوا.. هؤلاء الذين يحصلون على أحكام تطليق من المحكمة وفقا للائحة القانونية المأخذوة عن المراجع التاريخية لا يصرحون لهم بإعادة الزواج وصارت أعدادهم كبيرة، ويتورطون في محنة نفسية وإنسانية ودينية قاسية، ولا بد أن يسمح لهم بالزواج مرة ثانية والكنيسة القبطية قبل عهد البابا شنودة كانت تسمح بذلك".
"القدس لنا وليست لليهود"
كما دافع عن موقفه الذي يؤيد ويدعم الأقباط الراغبين بزيارة الأماكن المقدسة في فلسطين معتبرا أن هذا ليس تطبيعا مع اسرائيل كما قال معارضوه. وأضاف: "الأماكن المقدسة الني نريد زيارتها هي بحوزة الفلسطينيين والعائد الاقتصادي الناجم عن السياحة الدينية يذهب إلى جيوب الفلسطينيين وليس إلى السلطات الاسرائيلية وهي موجودة في مناطق الحكم الذاتي ونحن نرفض المعتقد الذي يعطي لاسرائيل الحق في الوجود الديني.. نتحدث عن دعم القضية الفلسطينية اقتصاديا من خلال السياحة الدينية ونتحدث عن دعم قضية القدس بالتواجد على أرضها ورفع شعار القدس لنا وليس بالهروب منها بينما هي لنا.. لا أن نتركها لليهود ونقول في الأغاني والشعارات إن القدس لنا".
واتهم الأنبا م***يموس الأول البابا شنودة أنه يتخلص "معنويا" ممن يخالفونه الرأي عبر فصلهم من الخدمة، كما انتقده وقال إنه "لم يحسن علاج الفتنة التي قامت بها جماعات أصولية اسلامية حيث كنا نتوقع أن يرد بطريقة تساعد في وأد الفتنة وليس في نمو توتر مواز".
وقال إن البابا شنودة اتهمه أنه مهووس بالسلطة لأنه تحت تأثير الصدمة ويتوقع أن يكون رده بهذا الشكل نتيجة قيام مجمع مقدس مواز لكنيسته"، نافيا أن يكون يحصل على دعم من الخارجية الأمريكية.
غضب الأقباط من م***يموس
من جانبه توقع المفكر القبطي رفيق حبيب أن يؤدي الاعتراف الرسمي بكنسية م***يموس الأول، فيما إذا تم، إلى إثارة غضب الاقباط "رغم أن الموقف الأمريكي يدين إيقاف عمل طوائف اخرى ولكن الضغوط الداخلية لن تسمح باعتراف رسمي بهذه الكنيسة الجديدة".
وقال إن حادثة انشقاق م***يموس الأول تعود إلى ربع قرن مضى عندما خرج من الكنيسة لوجود خلافات فكرية وعقائدية مع الكنيسة، وأهم الخلافات قضايا في مسائل عقائدية مثل الخلاص وغيرها من المفاهيم الدينية ولم يكن الأمر يتعلق بإدارة الكنيسة ولا قضية خاصة بالزواج والطلاق كما يشاع الآن.
ويضيف: "ومنذ ذلك الوقت كان له أتباع وحاول تأسيس كنيسة جديدة وكل محاولاته دخل مصر فشلت لوجود توافق بين الكنيسة والدولة بعدم إنشاء طوائف جديدة، فخرج خارج مصر وذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في إحدى الكنائس الارثوذ***ية الموجودة هناك وهي من الكنائس المتفرعة عن الكنيسة الروسية، ودرس في الكلية الإكليركية ثم رسم أسقفا في هذه الكنيسة خارج مصر ثم أخذ خطابا من هذه الكنيسة أنه يمثلها في مصر والشرق الأوسط واعتمد هذا الخطاب من الخارجية الأمريكية ثم الخارجية المصرية. والسفارة الأمريكية نفت أن تكون تؤيده لكنها اعتمدت المستند باعتبار أن أي مستند رسمي تريد استخدامه خارج الولايات المتحدة لا بد أن يعتمد من الخارجية الأمريكية، وهذا اعتماد روتيني؛ فالخارجية الأمريكية تعتمد ختم الكنيسة والخارجية المصرية تعتمد ختم الخارجية الأمريكية".
تغيير قواعد الزواج الكنسية
ورأى رفيق حبيب أن م***يموس الأول يريد تغيير قواعد الزواج والطلاق وحل مشكلات من يعانون من الزواج والطلاق. وقال: من القواعد المتعارف عليها بين الكنائس أن تجعل الطلاق غير مسموحا به في المسيحية إلا في حالات نادرة، مثل تزوير عقد الزواج أو حالة الزنا ولا توجد في المسيحية حالات أخرى يسمح فيها بالطلاق.
وتابع "لكن المحاكم المصرية كانت تجري الطلاق في حالة تغيير الملة، بأن يستخرج أحد الطرفين شهادة أنه ينتمي لكنيسة غير الكنيسة الارثوذ***ية فيطلق من زوجته لأنه اختلف معها في الملة، الكنيسة المصرية لا تريد إعطاء هؤلاء تصاريح بإعادة الزواج بإمراة ثانية ، وهناك عدد كبير من السيدات لم يحلصن على تصريح بالزواج مرة ثانية طبقا لقواعد الكنيسة. والآن هو يعرض على كل من لم يحصلوا على ترخيص بالزواج مرة ثانية من الكنيسة أن يعطيهم تصاريح زواج من كنيسته إذا انضموا إليه ".