"لو عَرَفوا لَما صَلَبوا رَبَّ المَجدِ.." (1كو2:
ربي يسوع
نفوس كثيرة قد تركتك وأكثر منها مَنْ رفضك
كثيرون لم يقبلوك وآخرون عاندوك وحاربوك
آه لو علموا حبك.. آه لو تذوقوا أبوتك.. آه لو التمسوا خلاصك
إن البشرية اليوم هي أحوج ما يكون أن تتلاقى مع المسيح الحقيقي
الذي أعلن عن ذاته في الإنجيل وفي التجسد
آه لو عرفوا!!
الشباب المتسكع في الخطايا والضياع..
والعلماء المتشبثون بالعقل دون الإله..
والمتدينون الذين يوظفون الإله لقتل مَنْ يخالفهم..
والملحدون الذي رفعوا راية الحرب ضد الله..
واللامبالون والعبثيون واللاهون والناقمون...
أفواج من البشر ضد الله... لأنهم لم يتعرفوا بعد عليه.
آه لو عرفوا!!
إخوتي الشباب..
هل يسوعنا الذي تعرفنا عليه في كنيستنا يستحق كل هذا الجحود؟
وهل مسيحنا القدوس يليق به كل هذا الصدود؟
إن يسوع المسيح الذي تجلى في كنيسته المقدسة بالتجسد..
هو الله الجدير بكل الحب والإيمان..
وهو جدير بأن نكرس عمرنا لخدمة مجده ونشر ملكوته..
وهو جدير بأن نساعد أخوتنا الشباب في كل مكان..
وأن ينفضوا عن أذهانهم تراب المعرفة المنحرفة عنه..
وأن يتعرفوا عليه كما هو وكما قصد أن يعلن عن ذاته.
فالله محب البشر.. "خلقتنى إنساناً كمحب البشر"..
وبرهان الحب أيضاً أنه لم يخلقني في عوز..
بل لقد دبَّر لي احتياجاتي ومصادر سعادتي وشبعي قبل أن يوجدني.
والأعظم من هذا أنه خلق الخليقة كلها في جمال واتساق..
"وضعت فيَّ موهبة النطق.. وفتحت ليّ الفردوس لأتنعم..
وردني إليه عندما فقدته باستهتاري وتخاذلي ومخالفتي..
لقد خلقتنا للفردوس وهو
"يُريدُ أنَّ جميعَ الناسِ يَخلُصونَ، وإلَى مَعرِفَةِ الحَق يُقبِلونَ" (1تي2 :4).
وهو لا يرغب إطلاقاً أن يموت الخاطئ.
"وضعت ذاتك وأخذت شكل العبد... وأظهرت عِظَم اهتمامك بي..
احتملت ظلم الأشرار. بذلت ظهرك للسياط.
وخديك أهملتهما للطم.
لأجلي يا سيدي..
لم ترُد وجهك عن خِزي البصاق".
"ما هذا أيها الفادي؟
ما الذي جعلك تحتمل كل ذلك العذاب من أجلي؟
أيهان العظيم؟ أيُذل الممجد؟ أيوضع المرتفع؟
يا لعظم حبك...!!
"نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل احتمال كل ذلك العذاب من أجلي"
آه يا ربي يسوع..
لو إنك تزرع فيَّ هذا الاستعداد الداخلي للبذل من أجل الآخرين وللتعب من أجلك.
إن محبة المسيح لنا ليست مجرد مشاعر ولكنها فِعل..
"يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللسانِ، بل بالعَمَلِ والحَق"
(1يو3 : 18).
إنها محبة متحركة.. وإن كان في حركتها خسارة وتعب وبذل وعرق ودم وموت..
إن التعب برهان الحب, والحب يلغي التعب..
فهل نحن نحبه كما أحبنا هو أولاً...؟!!