لا يوجد تعريف خاص للصلاة عند المسيحيين، ولكن يمكن القول بأن الصلاة هي التعبير الطبيعي عن الشعور عند الإنسان نحو خالقه. وهي أيضا صلة بين الإنسان المخلوق والله الخالق وهي بمثابة حديث مع الله، يناجي فيها الإنسان خالقه، فيشكره في حالات الفرح، ويستغيث به في وقت الضيق، ويحمده على بركاته وجوده في كل الأوقات، يسبحه ويمجد اسمه دائماً. ومهما كان الهدف من تأدية الصلاة، سواء للشكر أو التسبيح أو الإستغاثة، فالمقصود أن يكون المصلي في شركة روحية دائمة مع الله.
ما هي أوقات الصلاة عند المسيحيين؟
في الواقع إن الكتاب المقدس لا يحدد أوقاتا معينة للصلاة، إذ أن المصلي يستطيع أن يصلي في كل زمان ومكان، ومن المفروض أن يصلي الإنسان لأجل نفسه ولأجل الآخرين، لأجل الأقرباء والأصدقاء، وحتى الأعداء. ويجوز للإنسان المصلي أن يطلب من الله ما يحتاج إليه للجسد والنفس، على أن يطلب أولا ملكوت الله وبره. والكتاب المقدس يعلمنا أنه على المؤمنين أن يصلوا دائما، فيقول: "صلوا بلا إنقطاع". ويقول أيضا: "واظبوا على الصلاة والطلبة". ويقول السيد المسيح إنه ينبغي أن نصلي كل حين ولا نمل "فعلى المؤمن أن تكون حياته حياة صلاة".
هل هناك شروط خاصة بالصلاة ؟
لا يوجد شروط خاصة بالصلاة، سوى أن تكون الصلاة حقيقية نابعة من القلب، التي يسميها الكتاب المقدس "صلاة الإيمان"، كما يطلب من المسيحي أن يرفع صلاته باسم المسيح لأن المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس. وقد خاطب المسيح تلاميذه قائلا: "مهما سألتم باسمي فذلك افعله". وقد حدد الرسول يوحنا شروط الصلاة عند المسيحين حين قال: "هذه هي الثقة التي لنا عنده، إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا". وهكذا فكل ما نطلبه من الله بالإيمان يستجاب لنا بشرط أن لا تضمن صلاتنا إيذاء أو مضرة الآخرين. فلنرفع صلاتنا إلى الله في الضيق والفرح، وفي الحزن، ونكون دائما في شركة روحية مع الله، وبهذا نتأكد أن الله يكون معنا دائماً.