6 يرتدون يوميا عن الإسلام ويدخلون المسيحية
الجزائر: تزايد القلق من انتشار التبشير بين المسلمين
لندن - نور الدين العويديدي
قالت مصادر صحفية جزائرية إن عدد المرتدين عن الإسلام في الجزائر والملتحقين بالمسيحية بلغ رقما مخيفا في السنوات الأخيرة. وقالت صحيفة "اليوم" الجزائرية الصادرة اليوم الاثنين (9-4-2001) إن عدد الجزائريين الذين يرتدون يوميا عن الإسلام ويدخلون المسيحية بلغ 6 اشخاص كل يوم. وذكرت الصحيفة التي نشرت تقريرا مفصلا عن الظاهرة في صفحتها الأولى إن هذه الظاهرة أخذت في الانتشار بقوة في منطقة القبائل (البربر) وفي شرق الجزائر وغربها وجنوبها.
وقالت الصحيفة إن عدد الجمعيات المسيحية الناشطة في دفع المسلمين إلى الارتداد عن الإسلام وتغيير دينهم إلى المسيحية يقدر في منطقة القبائل وحدها بـ19 جمعية. ونقلت الصحيفة تصريحات لرئيس كنيسة "ميرابو" في منطقة القبائل, يقول فيها "إذا تم الاعتداء علينا, وذهبنا ضحية من أجل اعتناقنا المسيحية وردّتنا عن الإسلام, فسنقوم بكل مسعى يسمح لنا بتدويل قضيتنا".
وقالت الصحيفة إن آباء الكنيسة قي الجزائرلم يقفوا عند التهديد بالتدويل, بل طالبوا بـ"إدخال الإنجيل إلى المدارس", وكشفوا عن رفضهم للسياسة المتبعة حاليا من "قبل الحكومة الجزائرية, التي لا تخصص حصصا خاصة للمسيحيين في التلفزيون والمدارس".
وذكرت "اليوم" أن "الإقبال على اعتناق الديانة المسيحية في الجزائر يعرف تطورا رهيبا في مناطق محددة, في ظل طغيان السياسة على عوامل التغيير في المجتمع, وانحطاط الأوضاع الأمنية والاقتصادية والثقافية منها على وجه الخصوص", على حد قول الصحيفة.
وقالت إن هذا الأمر يحدث أمام مرأى ومسمع وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى وبقية مؤسسات الدولة, التي لم تحرك ساكنا. واضافت أن الردة على الإسلام تتزايد, وأن ذلك "يتزامن مع سن قوانين حديدة تضيق على نشاطات المساجد, تحت غطاء وقاية الدين من السياسة, ومع حملة ضد المدرسة الجزائرية واللغة العربية, ومع ظهور لبس كبير, يسعى إلى الخلط بين ما تقترفه الجماعات المسلحة والإسلام".
وذكرت الصحيفة أن مناطق القبائل, التي ينشط فيها لوبي بربري فرنكفوني متطرف معادي للإسلام والحضارة العربية والإسلامية, وبعض مناطق الصحراء, أصبحت تعج بالجمعيات والنوادي المخصصة للدعاية للمسيحية, وهي تنشط في مقرات خاصة وعبر الكنائس المعتمدة من قبل الدولة, بعيدا عن أعين الرقابة أو اهتمام الساسة, الذين قالت الصحيفة إنهم غرقوا في متاهات النظام السياسي ومشاكله.
وقالت الصحيفة إنه "في خضم المجازرالتي أفرزها الوضع الأمني, وانشغال السلطة بالرد على على المحاولات المزعجة, التي تهدف إلى زعزعتها من داخل وخارج البلاد, ازدهرت هذه الجماعات الدينية عبر مرور السنين, في مناطق تأثرت كثيرا بحملات التنصير, التي قادها آباء بيض واساقفة رسميون".
وذكرت "اليوم" أن مراجع صحافية أحصت 19 جماعة مسيحية في منطقة القبائل وحدها, تعززت في السنوات الأخيرة "بجزائريين خالصين, وبمعدل ست حالات ارتداد عن الدين الإسلامي كل يوم". وقالت الصحيفة إن جيوبا ثقافية ورسمية أجنبية مشكوك في هويتها تساعد هذه الجمعيات, التي استفادت من الانفتاح واقتصاد السوق, لتصدر أزيد من 30 ألف نسخة من الإنجيل إلى مدينة تيزي وزو القبائلية وحدها, دون أن تكترث لذلك الهيئات المشرفة على تجارة الكتاب, أو الجمعيات الدينية الجزائرية.
وأرجعت الصحيفة انتشار موجة الارتداد عن الاسلام واتساع رقعة النشاط التبشيري إلى الاستقالة التامة للدولة عن مهمتها الثقافية, وارتفاع نسبة الانتحار بين الأوساط الشبابية والشعبية بفعل تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي, وانتشار مظاهر البؤس والفقر المدقع, مقابل نمو خطاب الإغراء المسيحي الواعد بتخليص الجزائري من همومه ومشاكله المادية والروحية, وخاصة بعد أن شوهت صورة الإسلام من جراء الجرائم الوحشية التي ترتكب باسمه.
وقالت الصحيفة إن الكنائس المسيحية التي صارت تعشش في منطقة القبائل استبشرت خيرا بعد أن عمدت الدولة إلى التضييق على المساجد ونشاطها خوفا من تسييسها. واضافت أن وسائل إعلام مرئية ومسموعة تسهل على تلك الجمعيات نشاطها. وكان جزائريون مرتدون عن الإسلام قد أكدوا سابقا أن إذاعة مونتيكارلو لعبت دورا بالغ الأهمية في انتقالهم من الإسلام إلى المسيحية.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "مسؤولية استشراء المد المسيحي في الجزائر تقع على عاتق الدولة بالدرجة الأولى, وبالضبط وزارة الشؤون الدينية والأوقاف, التي لم تسلم هي الأخرى من إفرازات الأزمة, كما تتحملها الجمعيات الدينية والخيرية التي تحزّب معظمها, تاركة المجال خصبا لنشوء عقيدة جديدة في الجزائر, نجح الاستعمار الفرنسي في ترك بذورها طازجة