إنها الطبعة الثالثة لكتاب ” مدخل إلى العقيدة المسيحية”، وقد نفدت طبعتاه الأولى والثانية. وقد شعرنا بلزوم إعادة طبعه للضرورة الملحة إليه المتجلية بالطلبات الكثيرة التى تلقيناها.
إن مقارنة سريعة لهذه الطبعة مع سابقتيها تظهر بجلاء محاولة تطوير هذا الكتاب إلى ما نعتقده الأفضل. فالطبعة الثانية مزيدة ومنقحة بالنسبة للطبعة الأولى، وكذلك الطبعة الثالثة هذه. فقد أضيفت إليها فصول بكاملها تتناول المسيح الكونى والثالوث والكنيسة والمعمودية والمجئ الثانى والحياة الأبدية. إنها محاولة لجعل هذا الكتاب مدخلاً للعقيدة المسيحية ككل، وليس لجانب منه، كما فى الطبعتين الأولى والثانية.
كذلك أردنا بإدخال بعض الملحقات المتعلقة بالمناولة المتواصلة ومعمودية الأطفال. أن تضفى على الكتاب الطابع التطبيقى الحياتى، والابتعاد به عن الطابع العقائدى البحت. فى اللاهوت الشرقى العقيدة ملتصقة بالحياة إلتصاقاً.
ويجدر التنويه بأن مضمون الفصول الجديدة: السابع والثامن والتاسع، وموضوع المسيح الكونى فى الفصل السادس قد اقتبسوا من دروس ألقاها المطران ” جورج خضر” على فئة من الشباب جمعتهم حلقة تدريبية أقامتها حركة الشبيبة الأرثوذكسية. أما الفصل العاشر فقد اعتمد فى كتابته على ما ورد فى الفصل السابع من كتاب ” الله حىّ” الذى أعدّه فريق من اللاهوتيين الأرثوذ***يين فى فرنسا.
ولا يسعنا فى مستهل الطبعة الثالثة هذه إلا التنويه بالتعليمات التى ثبتها الأستاذ ” ***تى بندلى” فى مقدمة الطبعة الأولى للكتاب إذ قال:
” غاية الأسئلة الواردة فى آخر كل فصل وباب أن تكون مادة لحوار بين المدرس والطلاب - ونزيد بين الأهل والأولاد - يتدرج هؤلاء من خلاله إلى اكتشاف المعلومات التى تقدم لهم. لذا ينبغى أن يسبق هذا الحوار عرض الموضوع، فيأتى العرض منسقاً ومكملاً الأفكار التى تمّ الوصول إليها بمجهود مشترك. وغنى عن الإشارة أن صيغة الأسئلة ليست نهائية بل يُترك تعديله و غض النظر عن بعضه وإضافة أسئلة إليها حسب الحاجة.
” والكثير من الأسئلة يعود بالطلاب إلى الكتاب المقدس والطقوس، ذلك أن العقيدة إذا لم تردّ دوماً إلى مصدرها الحىّ، وهو كلمة الله المكتشفة فى الكتاب المقدس والمعاشة فى الليتورجي، تتعرض للجفاف والتحول إلى رياضة عقلية جوفاء”