عدد الرسائل : 20 العمر : 51 اسم الكنيسة : العذراء ومارمرقس المدينة : 6 اكتوبر
موضوع: تأملات فى السبع كنائس لسفر الرؤيا الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 5:34 am
* ماهو تأملات الكتاب والمفسرين فى الكنائس السبع .. فى سفر الرؤيا *
قال الرب للقديس يوحنا الرائى : ( والذى تراه اكتب فى كتاب وأرسل إلى السبع الكنائس التى فى آسيا : إلى أفسس والى سميرنا وإلى برغامس وإلى ثياتيرا وإلى ساردس وإلى فلادلفيا وإلى لاوديكية ) ( رؤ 1 : 11 ) ....( اكتب ما رأيت وما هو كائن وما هو عتيد أن يكون بعد هذا : سر السبعة الكواكب التى رأيت على يمينى والسبع المنائر الذهبية . السبعة الكواكب هى ملائكة السبع الكنائس والمناير السبع التى رأيتها هى السبع الكنائس ) ( رؤ 1 : 19 ، 20 )
( ..هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب فى يمينه الماشى فى وسط السبع المناير الذهبية ...) ( رؤ 2 : 1 )
فما هو تفسير أو رموز تلك الكنائس السبع التى كان يرعاها القديس يوحنا الرسول فى آسيا الصغرى والتى ما بقى منها شئ ؟!
ما أكثر تأملات الكتاب والمفسرين فى هذه الكنائس السبع :
البعض يتناولها بتفسير حرفى والبعض يتناولها بطريقة روحية تأملية والبعض يأخذها بطريقة رمزية بحتة والبعض يتعرض لها بتتابع تاريخى من عصر الرسل ألى يومنا هذا .
والبعض يمزج بين هذه الطرق جميعا أو يختار البعض منها ويرفض الآخر أو يسبغ عليها أو على بعضها نظرة مذهبية معينة ...!
ونحن قبل أن نعرض لهذا كله نود أن نتأمل تلك الرؤيا روحيا .
ظهرت الكنائس السبع فى هذه الرؤيا كماير. لكى تقدم لنا عمل الكنيسة فى العالم...فكل كنيسة عبارة عن مركز للنور . وهذا هو الوضع الذى طلبه منا السيد المسيح حينما قال ( فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات ) ( مت 5 : 16 ) . الكنيسة بوضعها الطبيعى هى حاملة للنور.
كانت المناير فى تلك الأزمنة تضئ بتالزيت ( كما فى السرج ) والزيت فى الكتاب المقدس يرمز إلى الروح القدس .
ولذلك فالمؤمنون ينيرون العالم ليس بنورهم الذاتى انما بمدى ثباتهم فى روح الله الذى يعلمهم كل شئ ( يو 14 : 26 ) .
ولعل الرب فى هذا المنظر ذكرنا بالصورة فى خيمة الاجتماع .
حسبما قال الرب لموسى : ( وتصنع منارة من ذهب نقى ) ( خر 25 : 31 ) وقال فى وصفها ( جميعا خراطة واحدة من ذهب نقى وتصنعها سرجها سبعة فتصعد سرجها لتضئ الى مقابلها ..وانظر فاصنعها على مثالها الذى أظهر لك فى الجبل) ( خر 25 : 36 ، 37 ، 40 ) .
هذا هو النور السباعى الذى للكنيسة وربما الرقم سبعة يرمز الى كمال اضاءتها او الى كمال انتشار ضوئها ...
وما زلنا حتى الأن نحتفظ بلقب ( منارة ) فى بناء كل كنيسة مع ان الوضع تغير عن الصورة القديمة لكن الهدف واحد من كلمة ( منارة ).
وفى المنظر الذى رآه يوحنا كان السيد المسيح فى الوسط والمناير السبع حوله ...
ولعل هذا يذكرنا بقوله لنا ( حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم ) ( مت 18 : 20 ) . أنه مركز الكنيسة وإن لم يكن فى وسطها لاتكون الكنيسة كنيسة ولكنه طمأننا بقوله ( ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر) ( مت 28 : 20 ) .
وكون السيد المسيح وسط المناير السبع يعطى فكرة عن وحدة الكنيسة
ومادام الرقم سبعة يرمز الى الكمال إذن السبع الكنائس التى فى آسيا الصغرى قد تعنى كنائس العالم كله أو ترمز إليها ...إلى كل الذين ( أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون بأسمه ) ( يو 1 : 12 ) . والسيد المسيح فى وسط الكل وهذه صورة بلاشك لوحدة الكنيسة ودعوة كل المؤمنين فى ارجاء المسكونة أن يجتمعوا معا والمسيح فى وسطهم .
فى الرؤيا كان السيد المسيح فى وسط الكنائس السبع...
وفى يده اليمنى السبعة الكواكب أى ملائكة الكنائس السبعة
وواضح ان هؤلاء هو رعاة تلك الكنائس أو هم أساقفتها وكلمة ( ملاك ) وردت كثيرا فى الكتاب المقدس عن إنسان وبالذات عن كاهن كما وصُف يوحنا المعمدان الكاهن ابن الكاهن بأنه الملاك الذى يهيئ طريق الرب قدامه ( مر 1 : 2 ) ( ملا 3 : 1 ) .
ويؤيد هذا أن العبارات التى وردت فى رسائل الرب لهؤلاء الملائكة السبعة أنه يخاطب فيها بشرا وانهم أساقفة الكنائس ( رؤ 2 ، رؤ 3 ) وواضح طبعا أن القديس يوحنا الرائى ما كان سيكتب رسائل ويرسلها الى ملائكة سمائيين ! إنما سيرسلها إلى أساقفة الكنائس .
ولقد اعتبر رعاة الكنائس ملائكة بسبب نقاوتهم وبسبب طاعتهم الكاملة فى توصيل كلمة الرب للناس كما قال داود النبى ( سبحوا الرب ياملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه ) ( مز 103 : 20 ) وعن هذا نقول ايضا ( لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض ) ( مت 6 : 10 ) .
وكلمة ملاك فى اليونانية تعنى أيضا ( رسول ) Messenger ةفى هذا يقول سفر ملاخى النبى ( إنه من فم الكاهن يطلبون الشريعة لانه رسول رب الجنود ) ( ملا 2 : 7 ) .
تقول الرؤيا إن هؤلاء الرعاة كانوا فى اليد اليمنى للرب
وهى بلاشك قاعدة : إنه لا يستطيع أحد أن يكون خادما للرب أو رسولا له ما لم يكن فى يده اليمنى يفعل به الرب ما يشاء .
فى يمين الرب ( يمينه التى صنعت قوة ) ( مز 116 : 16 ) وعن هذا قال الرب فى الأنجيل ( خرافى تسمع صوتى وتتبعنى وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى ) ( يو 10 : 28 ) .
وهذا هو موضع الأسقف أو موضع الراعى فى الكنيسة - كما ينبغى أن يكون - أنه فى يمين المسيح فلا يتصرف فى ذاته من شئ إلا كما توجهه هذه اليمين وكما تعطيه من القوة .
هؤلاء الرعاة قد شبههم الرب بالكواكب
والكوكب يضئ ولكنه لايضئ بذاته إنما من نور شكس يسطع عليه والمسيح هنا وصُف بأنه ( كالشمس وهى تضئ فى قوتها ) ( رؤ 1 : 16 ) . وبنوره يضئ هؤلاء الكواكب السبعة . وقد قيل فى سفر دانيال النبى : ( الفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور ) ( دا 12 : 4 ) .
+ تأمل عام فى الرسائل السبعة : .................................................. .
1- الذيت يتأملون بأسلوب تاريخى متتابع :
يرون أن كنيسة أفسس تمثل عصر الآباء الرسل .
كما يشير الترتيب التاريخى إلى أننا الآن فى اواخر الدهور فى عصر كنيسة لاوديكية وكيف ذلك ؟
+ يستنتجون أن أفسس تمثل عصر الرسول من قول الرب لملاكها ( قد جربت القائلين أنهم رسل وليسوا رسلا فىجدتهم كاذبين ) ( رؤ 2 : 2 ) كذلك تحذيره له من النيقولاويين بقوله : ولكن عندك هذا انك تبغض أعمال النيقولاويين التى أبغضها أنا ) ( رؤ 2 : 6 ) وأصحاب هذه البدعة كانوا من أتباع نيقولاوس وهو واحد من الشمامسة السبعة ( أع 6 : 5 ) فى عصر الرسل . كما يقول بعض المفسرين وقد ضل وابتدع.....
+ ويرون ان كنيسة ( سميرنا ) تمثل عصر الاضطهاد الأول.
وكلمة سميرنا مأخوذة من كلمة ( المر) وتشمل فى نظرهم الاضطهادات والاستشهادات فى القرون الأولى . ويستنتجون من قول الرب لملاك تلك الكنيسة ( لاتخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به هوذا أبليس مزمع أن يلقى بعضا منكم فى السجن لكى تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام) رؤ 2 : 10 ) والمقصود بالعشرة أيام هنا عشرة ملوك من المضطهدين .....
ولذلك هو يدعو ملاك هذه الكنيسة أن (يكون أمينا حتى الموت)
+ ويرون أن كنيسة برجامس تشير إلى فترة اقتران بين الكنيسة والدولة لأن معنى كلمة ( برغامس ) : زواج
والاقتران بين الكنيسة والدولة يعنى اعتناق الدولة الرومانية للديانة المسيحية ابتداء من عهد قسطنطين الملك .
ويرى اولئك المفسرون أن تلك الفترة وإن كان قد زال منها الاضطهاد بسبب الدين الا أنه كثرت فيها البدع التى تشير إليها عبارة ( النيقولاويين ) . وكثر فيها الفساد الذى تشير إليه عبارة ( تسكن حيث كرسى الشيطان) ( رؤ 2 : 13 ، 15 ) وأيضا الحديث عن ( ضلالة بلعام ) ( رؤ 2 : 14 ) وطبيعى أنهم يأخذونها بأسلوب رمزى .
ولانستطيع أن نوافق على اقتران الكنيسة بالدولة هنا وهو يشير إلى كرسى الشيطان ذلك أن المسيحية انتشرت بشكل واسع جدا كما انقرضت الوثنية تماما وكذلك ظهرت الرهبنة وانتشرت لتقدم صورة جميلة لحياة النسك والوحدة لاجل محبة الله .
كما أنه فى تلك الفترة ظهر أعظم أبطال الايمان .
+ عصر كنيسة ثياتيرا وهذه الكلمة تعنى ( مسرح )
أى أسلوب لهو وعبث وفساد بطريقة اولئك المفسرين
ويرون أن زمن تلك الكنيسة يشير إلى العصور الوسطى التى سماها كثير من المؤرخين بالعصور المظلمة والتى جاء بعدها عصر النهضة وانتشار العلم والمفسرون البروتستانت فى تفسيرهم لعصر تلك الكنيسة يهاجمون الكنيسة الكاثوليكية هجوما شديدا ويقولون إنها تمثل عصر البابوية التى انتشرت فيها محاكم التفتيش وصكوك الغفران.
وواضح جدا التعصب المذهبى الشديد فى هذا التفسير !
والتركيز على بعض أحداث معينة فى التاريخ وإن كنا نتخذ كلمة ( ثياترا ) رمزا فلترمز إذن إلى الفساد فى أى عصر من العصور ..حتى فى عصرنا الحاضر الذى كثرت فيه البدع وكثر فيه الفساد الخلقى والبعد عن التوبة كما قيل فى الرسالى الى ملاك تلك الكنيسةإشارة إلى إيزابل وزناها وقول الرب عنها ( أعطيتها زمانا لكى تتوب ولم تتب ) ( رؤ 2 : 21 )
+ عصر كنيسة (ساردس ) وهى كلمة معناها ( بقية ) :
وهنا يدخل فى التفسير أيضا التعصب المذهبى فيقول المفسرون من البروتستانت إن هذه البقية هى التى خلصت من الثيلترا الكاثوليكية فى عصر لوثر وكالفن وزملائهما وخلفائهما فيما يسمونه ( عصر الاصلاح ) Reformation أو بالفرنسية : الميلاد الجديد Renasissance . وإن كانوا يعتمدون فى تفسيرهم على قول الرب له ( عندك أسماء قليلة فى ساردس لم ينجسوا ثيلبهم فسيمشون معى فى ثياب بيض لأنهم مستحقون ) ( رؤ 2 : 4 ) فلا ننسى أن ملاك كنيسة ساردس هو الذى قال له الرب ( أنا عارف أعمالك أن لك اسما أنك حى وأنت ميت !) ( رؤ 3 : 1 ) . فكيف ينطبق هذا على عصر إصلاح أو ميلاد جديد ؟!
يبدو أن التشبث بالتفسير على أساس التتابع التاريخى من عصر الرسل هو تفسير له اخطاؤه !!
+ عصر كنيسة فلادلفيا وهى ترمز إلى المحبة الأخوية
ويقولون إنه العصر الذى تتآخى فيه الكنائس وتتعاون معا وربما فى نظرية التتابع التاريخى يشير إلى بدء الحركة المسكونية التى أصبح لها مجلس عام هو مجلس الكنائس العالمى W.C.C ومجلس كنائس كندا C.C.C ومجلس كنائس الشرق الاوسط M.E.C.C ومجلس كنائس كل افريقيا A.A.C.C ومجلس كنائس كل أمريكا A.C.C ومجالس كثيرة وهدف الكل هو الوحدة المسيحية والتعاون معا فى مشروعات متعددة
ويرون أن هذا العصر الذى ترمز له كنيسة فيلادلفيا هو عصر بدأ وسيستمر وليست له نهاية
+ عصر كنيسة لاوديكية ومعناها حكم الشعب ويرون انه يشير إلى عصرنا الحاضر عصر الديمقراطية وحكم الشعب.
ونحن لا نستطيع أن نأخذ طبيعة العصر من أسماء معانى الكنائس فعصر كنيسة لاوديكية قال عنه الرب ( لأنك فاتر لست باردا ولا حارا أنا مزمع أن اتقيأك من فمى ) ( رؤ 3 : 16 ) فهل هذا هو عصرنا كما يرى أصحاب نظرية التتابع التاريخى فى التفسير ؟!
وهل هو الذى قال له الرب ( لست تعلم أنك الشقى والبائس وفقير وأعمى وعريان ) ( رؤ 3 : 17 ) ! هل مجرد المعنى اللغوى لكلمة( لاوديكية ) يكفى ؟!
لذلك أفضل من هذا كله أن نلجأ الى التفسير الروحى
ونرى أن كل كنيسة تمثل حالة روحية معينة للكنائس أو الأفراد .
فنقول مثلا أن كنيسة ما تحيا فى حالة كنيسة سميرنا وأخرى فى حالة كنيسة برخامس ...أو أن كنيسى تنتقل من حالة كنيسة كذا من الكنائس السبع إلى حالة كنيسة أخرى ..دون أن نفرض حالة من التتابع التاريخى على كل الكنائس فى العالم بلا تمييز
وما نقوله عن الكنائس يقال أيضا على الأفراد أو الجماعات.
+ ملاحظات على الكنائس السبع ............................................
1- الملاحظة اأولى أن الرب يقول لكل ملاك من الملائكة السبعة - بلا استثناء - _ أنا عارف أعمالك ) ....
وهو درس لكل منا ولكل كنائسنا أن أعمالنا كلها مكشوفة أمام الله يعرف الظاهر منها والخفى باعتبار أنه ضابط الكل
2- فى كل الرسائل السبع يعد الرب بوعود جميلة لكل ( من يغلب ) وهذه العبارة مكررة فى كل رسالة وأول وعد هو ( من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله ) ( رؤ 2 : 7 ) والأخير هو ( من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى كما غلبت أنا وجلست مع أبى فى عرشه ) ( رؤ 3 : 21 )
3- والرب فى رسائله ينبه كل راع الى العيوب الموجودة عنده بعبارة ( عندى عليك ) سواء من جهته شخصيا كما قال لملاك كنيسة ساردس ( إن لك اسما انك حى وانت ميت ) ( رؤ 3 : 19 ) أو كما قال لملاك كنيسة لاوديكية ( لانك فاتر ....أنا مزمع أن أتقيأك من فمى ) ( رؤ 3 : 16 ).
أو أن الرب ينبه الراعى الى أخطاء عند شعبه كما قال ( عندى عليك أن عندك قوما متمسكين بتعليم بلعام ....) ( رؤ 2 : 14 ) .
4- فى آخر كل رسالة قدم الرب نصيحة هامة وهى ( من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس) ( رؤ 2، رؤ 3 )
وأيضا دعا إلى التوبة وقدم عقوبة لمن لا يتوب كما قال لملاك كنيسة أفسس ( وإلا فإنى أتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب) ( رؤ 2 : 5 )