كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا ..و رأي سيده ان الرب معه . و أن كل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده ..فوجد يوسف نعمة في عينيه و خدمه فوكله علي بيته و دفع الي يده كل ما كان له ...) ( تك 39:2 – 4 )
شعر يوسف و هو في سن 17 أن حياته قد انتهت ..فيعد أن خانه أخواته بوحشية و باعوه عبدا ..كان الآن في طريقه الي مصر لكن رغم آلامه الشديدة الا انه كان أيضا يشعر بحضور الله المتزايد ..,و حالما اشتراه فوطيفار – رئيس حرس فرعون – شعر يوسف ان جروح جسده و ايمانه قد شفيت
في غضون بضعة اشهر ..اصبح يوسف خادما شخصيا لفوطيفار ..موكل علي كل ماكان يملكه فقد كان كل ما يلمسه يوسف ينجح زو رغم ان اساليبه في العمل و الادارة كانت رائعة ...فقد فكر فوطيفار في نفسه قائلا : سواء كان هذا الشاب عبدا ام لا فقد ولد للقيام بأعمال رائعة و عظيمة "
هل انت في بيت فوطيفار اليوم – في المكان الذي لم ترغب يوما في التواجد فيه ؟سواء كنت في مدرسة لا تحبها أو في عمل لا تريده .زاو في مدينة لم ترغب يوما في العيش فيها
تذكر ان ربما تكون انت ايضا موجودا – مثل يوسف- في صميم مشيئة الله لحياتك دون ان تدري ..فقد كان الله يعرف ان الشاب الذي سيحكم مصر بأكملها ذات يوم يجب عليه ان يتعلم الخدمة قبل ان يتمكن من القيادة – و هكذا لا بد ان الله نفسه قد وضعك أنت ايضا في بيت فوطيفار لسبب معين فهو يعمل علي اعدادك للخطوة القادمة في مشيئته لك
الي ان تعترف بحقيقة ان الله وضعك في المكان الذي انت فيه اليوم ستبقي تواجه مشكلة في اختبار حضوره هناك ................فمن المستحيل ان تلمس شخص الله و حضوره حين تكون مقاوما له ..أما حين تخضع لمشيئة الله ..فسوف تبدا في الحصول علي القوة و النعمة اللتين تحتاج اليهما لكي تكون ناجحا في المكان الذي تتواجد فيه
اذا كنت قد صدقت الكذبة التي يقولها لك عدوك بان الله سيباركك في مكان آخر ..فمن المرجح انك لن تختبر أي نجاح علي الاطلاق ..لكن حين تقبل بالمكان الذي وضعك الله فيه ..فسوف تختبر النجاح الالهي الذي لا يمكنك الحصول عليه الا من خلال احسان الله و بركته
يجب علينا ان نتعلم ان نخدم قبل ان نصبح جاهزين للقيادة ..و رغم ان يوسف لم يختر بنفسه ان يتدرب في بيت فوطيفار ..الا ان خضوعه لمشيئة الله هو الذي جعله ذلك الرجل الذي اراده الله ان يكونه