"سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم" (يو14: 27)
+ هذا وعد آخر، من عند الرب المحب، لكل قلب متعب، وقلق، ومضطرب، وبعيد عن الحياة مع الله.
+ وهو سلام من نوع خاص "سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يو14: 27).
فثق جداً في هذا الوعد الأكيد.
+ فسلام الله يفوق كل عقل، لأنه سلام داخلي، ويجلب الهدوء الدائم، بعد تسليم الأمر كله لله ضابط الكل.
+ وإذا كان السلام الحقيقي نابعاً من عمل الروح القدس في النفس، المرتبطة بكل وسائط الخلاص، فإن البعيد عن الله لا يمكن أن يتمتع به اطلاقاً، مهما اقتنى من كل كنوز الدنيا "فلا سلام للأشرار" (إش48: 22).
+ وقال عنهم إرميا النبي: "يقولون سلام سلام ولا سلام" (إر6: 14)، (خر13: 10)، وهذا هو الحادث في العالم اليوم.
+ وقد نالت مريم أم النور السلام من السماء، لأنها كانت ممتلئة نعمة وحكمة، بشهادة السماء.
+ فقد قال لها الملاك غبريال: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنتِ في النساء ..... لا تخافي يا مريم، لأنكِ وجدتِ نعمة عند الله" (لو1: 28: 30).
+ ونقلت أم النور سلامها إلى إبنة خالتها أليصابات أيضاً، كما أعلنته أليصابات وقالت: "هوذا حين صار صوت سلامكِ في أذني ارتكض الجنين (يوحنا المعمدان) بابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 44-45).
+ وبذلك كشفت زوجة زكريا أن الإيمان أحد مصادر سلام الإنسان، وبدون الإيمان لا يتوفر الإطمئنان.
+ فيا عزيزي/ ويا عزيزتي... إن أردت أن تعيش بسلام قلبي، وسلام حقيقي خالياً من القلق والحيرة والإضطراب، فاقترب فوراً من رب السلام ورئيس السلام، وهو الوحيد الذي يعطيك هذا السلام الكامل، كما أعطى الشهداء، والقديسين، وقت تجاربهم الصعبة.
+ وخذ أمثلة عملية أخرى، من القديس بطرس، الذي نام في السجن بسلام، وبولس وسيلا اللذين كانا يرنمان في السجن، حتى في وقت الزلزلة، وأيوب الصديق في وقت تجربته، وداود في حروبه المستمرة مع شاول، والمرأة الشونمية التي مات إبنها ولم تفقد سلامها وهدوءها، إلى أن استردته من الموت، بشفاعة وصلوات أليشع النبي (2مل4: 26).