المجتمع : كيف نصدق لاهوت المسيح ، بينما هو نفسه لم يقل عن نفسه إنه إله ، ولا قال للناس اعبدونى ؟
المسيحى : لو قال عن نفسه إنه إله ، لرجموه
ولو قال للناس " اعبجونى " لرجموه أيضاً ، و انتهت رسالته قبل أن تبدأ 00 إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر 0 بل هو نفسه قال لتلاميذة " عندى كلام لأقوله لكم ، و لكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الآن " ( يو 16 : 12 ) 0
* * *
لذلك لما قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " ، قالوا فى قلوبهم " لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ؟ّ! ، من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده " ( مر 2 : 6 ، 7 ) 0 لذلك قال لهم السيد المسيح " لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم ؟ أيهما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك ، أم أن يقال قم احمل سريرك و امش ؟! ولكن لكى تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض ان يغفر الخطايا ، قال للمفلوج : لك أقول قم ، و أحمل سريرك واذهب إلى بيتك 0 فقام للوقت و حمل السرير ، و خرج قدام الكل حتى بهت الجميع و مجدوا الله 00 " ( مر 2 : 8 – 12 ) 0
كذلك لما قال لليهود " أنا و الآب واحد " تناولوا حجارة ليرجموه ( يو 10 : 30 ، 31 ) متهمين إياه بالتجديف و قائلين له " بانك و أنت إنسان تجعل نفسك إلها " ( يو 10 : 33 ) 0
* * *
إذن ما كان ممكنا عمليا أن يقول لهم إنه إله ، أو أن يقول لهم اعبدونى و لكن الذى حدث هو الآتى :
لم يقل إنه إله ، ولكنه اتصف بصفات الله 0 و لم يقل اعبدونى ، لكنه قبل منهم العبادة 0
و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا 0 و نحن فى هذا المجال سوف لا نذكر ما قاله الإنجيليون الأربعة عن السيد المسيح ، ولا ما ورد فى رسائل الاباء الرسول ، إنما سنورد فقط ما قاله السيد المسيح نفسه عن نفسه ، حسب طلب صاحب السؤال 0 فنورد الأمثلة لآتية
*نسب السيد المسيح لنفسه الوجود فى كل مكان ، و هى صفة من صفات الله وحده
فقال " حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمى ، فهناك أكون فى وسطهم " ( مت 18 : 20 ) 0 و المسيحيون يجتمعون باسمه فى كل أنحاء قارات الأرض 0 إذن فهو يعلن وجوده فى كل مكان 0 كذلك قال " ها أنال معكم كل الأيام و إلى إنقضاء الدهر " ( مت 28 : 20 ) و هى عبارة تعطى نفس المعنى السابق 0
و بينما قال هذا عن الأرض ، قال للص التائب " اليوم تكون معى فى الفردوس " ( لو 23 : 43 )
0 كذلك قال " ها أنال معكم كل الأيام و إلى إنقضاء الدهر " ( مت 28 : 20 ) و هى عبارة تعطى نفس المعنى السابق 0
و بينما قال هذا عن الأرض ، قال للص التائب " اليوم تكون معى فى الفردوس " ( لو 23 : 43 )
إذن هو موجود فى الفردوس كما هو فى كل الأرض 0
و قال لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذى نزل من السماء ، ابن الإنسان الذى هو فى السماء " ( يو 3 : 13 ) 0 أى أنه فى السماء ، بينما كان يكلم نيقوديموس على الأرض 00
و بالنسبة إلى البرار قال إنه يسكن فيهم هو و الآب ( يو 14 : 23 ) 0 أما عن الإنسان الخاطئ فقال إنه يقف على باب قلبه و يقرع حتى يفتح له ( رؤ 3 : 20 ) 0
* * *
*و نسب نفسه إلى السماء ، منها خرج ، و له فيها سلطان 0
فقال " خرجت من عند الآب ، و أتيت إلى العالم " ( يو 16 : 28 ) 0 و قال إنه يصعد إلى السماء حيث كان أولاً " ( يو 6 : 62 ) 0 و فى سلطانه على السماء قال لبطرس " و أعطيك مفاتيح ملكوت السموات " ( مت 16 : 19 ) 0 و قال لكل تلاميذه " كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء " ( مت 18 : 18 ) 00 و قال " دفع إلى كل سلطان فى السماء و على الرض " ( مت 28 : 18 ) 0
* * *
*و نسب إلى نفسه مجد الله نفسه 0
فقال " إن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته 0 و حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله " ( مت 16 : 27 ) 0 و هو نسب لنفسه مجد الله ، و الدينونة التى هى عمل الله ، و الملائكة الذين هم ملائكة الله 0 و قال أيضاً أنه سيأتى " بمجده و مجد الآب " ( لو 9 : 26 ) 0 وقال أيضاً " من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى كما غلبت و جلست مع أبى فى عرشه " ( رؤ 3 : 21 ) 0 هل يوجد اكثر من هذا أنه يجلس مع الله فى عرشه ؟!
* * *
*كذلك تقبل من الناس الصلاة و العبادة و السجود 0
قال عن يوم الدينونة " كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم : ىيا رب يا رب اليس باسمك تنبأنا ، و باسمك اخرجنا شياطين ، و باسمك صنعنا قوات كثيرة " ( مت 7 : 22 ) 0 و قبل من توما أن يقول له " ربى و إلهى ، و لم يوبخه على ذلك 0 بل قال له : لأنك رأيتنى يا توما آمنت 0 طوبى للذين آمنوا و لم يروا ( يو 20 : 27 – 29 ) كذلك قبل سجود العبادة من المولود أعمى ( يو 9 : 38 ) ، و من القائد يايرس ( مر 5 : 22 ) و من تلاميذه ( مت 28 : 17 ) 00 ومن كثيرين غيرهم 0
و قبل أن يدعى ربا 0 و قال إنه رب السبت ( مت 12 : 8 ) 0 و الأمثلة كثيرة