ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وإذ عاد إلى منزله هدأت أعصابه وبدأ يفكر باتزان:
"كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟! أقوم واعتذر لصديقي".
بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له:
"آسف، فقد خرجت هذه الكلمة عفوًا منّي، اغفر لي!"
قبل الصديق اعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسه مرة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه، وإذ لم يسترح قلبه قط لِما فعله التقى بكاهن القرية واعترف بما ارتكبه، قائلاً له:
"أريد يا أبي أن تستريح نفسي، فإني غير مصدِّق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!"
قال له أبوه الروحي:
"إن أردت أن تستريح أملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل".
في طاعة كاملة نفَّذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى أبيه الروحي متهلِّلاً، فقد أطاع!
قال له الأب الكاهن:
"اذهب اجمع الريش من أمام الأبواب".
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدًا أمام الأبواب، فعاد حزينًا… عندئذ قال له الأب الكاهن:
"كل كلمة تنطق بها أشبه بريشة تضعها أما باب بيت أخيك.
ما أسهل أن تفعل هذا؟!
لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك لتحسب نفسك كأنك لم تنطق بها!
بكلامك تتبرر وبكلامك تدان (مت 12 : 37)