المشكلات التى يطرحها المسيحيون
نصرى جرجس نسر
أتابع ما تكتبه فى عمودك «آلو» بـ»السكوت ممنوع» حول الموضوع عاليه، واسمح لى أن أختلف معك بشدة.. وأطرح النقاط السبع التالية.
أولاً: ليس معنى الرغبة فى الحفاظ على السلام الاجتماعى التهوين من المشكلة أو تبسيطها تبسيطا يفرغها من حدتها وخطورتها!..
ثانيا: ما زالت العلاقات الإنسانية داخل مصر جيدة، ولا تزال هناك صداقات وعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، ولكنها تنحصر الآن فى إطار العلاقات العاطفية فقط.. ولكن عندما نتعامل على المستوى القانونى الحقوقى تظهر التفرقة والتمييز،
سأعطيك مثالاً: عندما كنت لا أزال فى الوظيفة ونتبادل الأحاديث حول اختيار من سيشغل الأماكن التى ستخلو بخروج شاغليها للمعاش كان الأصدقاء المسلمون يستبعدون المسيحيين من قائمة الممكن اختيارهم لا لشىء سوى أنهم مسيحيون!!
ثالثاً: أرجو أن تراجع حيثيات حكم المحاكم فى تغيير ديانة الأطفال المولودين لأسرة مسيحية عند تغيير الأب ديانته إلى الإسلام، وسحب حضانتهم من أمهم حتى لا تعلمهم التعاليم الفاسدة، وتطعمهم لحم الخنزير والعكس إذا أسلمت الأم بضرورة حضانتها للأولاد، حيث تكون الحضانة لمعتنق الدين الأعلى!!..
رابعاً: أرجو أن تراجع نص القسم الذى يقسمه الأطباء قبل مزاولتهم المهنة وحتى ينضموا إلى نقابتهم، والذى حولته النقابة إلى نص إسلامى.. لا أعترض على الإسلام كدين، ولكن لأن هناك أطباء مسيحيين سيتلون هذا القسم وأتخيل مجرد تخيل ماذا يمكن أن يحدث لو امتنع جميع الأطباء المسيحيين عن ترديد القسم بنصه الحالى؟..
خامساً: ترديد مقولة أن البابا شنودة أحد الأسباب، للعبه دورا سياسيا، مغالطة شديدة وهو نفس ما يردده غلاة المتطرفين للنيل من البابا..
هل يمكن لأحد أن ينكر أن الدولة هى التى أدت لتدخل الكنيسة فى شؤون المسيحيين العامة؟ هل تتصور أن شباب المسيحيين أصبحوا عجزة لا يمكنهم ممارسة أى نوع من الرياضة؟؟..
لقد أهلنا مستوانا والحمد لله لنكون أعضاء فى بعض الأندية.. ولمسنا الإقصاء لأولادنا وبناتنا عن الاشتراك فى الأنشطة الرياضية.. واختيار من هم أقل كفاءة منهم رياضيا!!
ولا تقول إنه شكل من أشكال الفساد.. لا إنه التمييز والإقصاء!!..
لأنه بترويج نجم رياضى سيتردد اسمه فكيف يكون اسما مسيحيا؟!!..
سادساً: بخصوص التهم التى تلقى على المسيحيين بالتبشير.. رغم أن الكنيسة الرسمية نفت هذا وهى نقطة من وجهة نظرى تؤخذ عليها، لأننا يجب أن نعرف بوضوح لماذا يمنع التبشير؟
وهل هو ممنوع قانونا أم عرفا.. أم لأنى مواطن درجة ثانية محروم من حقوق متاحة للمصرى المسلم الذى له الحق فى دعوتى إلى الإسلام.. وأحيلك إلى التفرقة بل الاضطهاد الذى يعانيه من يعتنقون المسيحية لتغيير أوراقهم الرسمية.. وفى المقابل الاحتفالية التى يقابل بها من ترك المسيحية للإسلام. سابعاً: اسأل عما يدور فى عربات المترو وخاصة عربات السيدات!!
والأمثلة كثيرة جدا. الحل فى الدولة التى تفصل بين الدين والدولة.. وهذا ما يجب أن ننادى به ونوضحه.. الدولة التى لا تحارب الدين، أو لا تدعو إلى البعد عن الدين، ولكنها الدولة التى تترك الدين لمؤسساته الدينية.. لأنه بدون ذلك لا يمكن أن نصل إلى المساواة والمواطنة الكاملة لجميع المصريين.
تاريخ نشر الخبر : 17/09/2009