أشكروا الرب فى كل حين
عدة سنوات، وفي ألمانيا، كان شاب مُمددًا على طاولة العمليات، وكان بالقرب منه جرَّاح شهير، وحوله مجموعة من الأطباء. قال الجرَّاح للمريض: ”إذا أردت أن تقول شيئًا قبل أن نعطيك المخدر، فالآن هي فرصتك، لأني ينبغي أن أنبهك إلى أن ما ستقوله سيكون آخر كلمات ستنطق بها في هذا العالم“. وفهم الشاب الأمر، لأن لسانه كان سيُستأصل بسبب السرطان.
عزيزي: أ تعرف أية كلمات اختار ذلك الشاب لتلك المناسبة؟! .. لقد ارتسم السلام والهدوء على وجهه، وأغمض عينيه، وسكب قلبه في صلاة قصيرة عبَّرت عن مشاعره الدفينة الكامنة في داخله، إذ قال: ”أبي السماوي، أشكرك من أجل الرب يسوع المسيح، العطية التي لا يُعبَّر عنها. ذاك الذي أحبني، ومن عُظم حبه لي، مات على الصليب لكي يخلصني، وهو الآن حيٌ لكي يحفظني. آمين“.
لقد كان هذا الشاب يعلم أن الله لم يخطئ حينما قال: «اشكروا في كل شيء» ( 1تس 5: 18 )، فإن إعطاء الشكر للرب، في كل ظرف ومناسبة، هو العلاج الإلهي لمشاكلنا حتى في ظروف المِحن والتجارب.
عزيزي المؤمن .. هل أنت متألم؟ .. حزين؟ .. مُفلس؟ .. منهار؟ .. يائس؟ .. صغير النفس؟ ولكن هل تركك الله بلا أية بركة منه أو أي ينبوع فيه يستحق أن تشكره وتسبحه لأجله؟! تذكَّر ما عمله الرب من أجلك على الصليب، وكيف أنه ما زال يعمل فيك بروحه القدوس. تذكّر أن محبته لك قوية وثابتة، وأنه لن يتركك ولن يهملك، وهو يريد أن يعطيك قوة ونُصرة وغلبة. فاجتهد أن تشكر الرب، وحاول أن تسبح الله. خُذ كل أحزانك إلى الله واخبره بكل ما يؤلمك ويفشّلك. اسكب قلبك قدامه، وافسح له المجال ليُريك غرضه من كل هذه. ولكن لا تنصرف قبل أن تشكره على كل البركات التي لك منه، وبصفة خاصة على بركة قُربك إليه كأبيك الذي يهتم بك شخصيًا، والذي تستطيع أن تأتي إليه بكل تجاربك. عدّد بركاته لك واشكره عليها واحدة واحدة «اشكروا في كل شيء» ( 1تس 5: 18 ). اجتهد أن تفعل ذلك فتحصل معك عجائب، إذ يتحول تذمُّرك إلى تسبيح، وحزنك إلى فرح.
[center]