الذى لم يعش على الأرض غير احدى وثلاثين سنة فقط فتعالوا نرى ماذا فعل فى هذة السنوات القصيرة ....
' ولد من ابوين تقيين فى سنة 1899م فى قرية اسمها هور بالقرب من ملوى .. وبدأ دراسته فى كُتاب القرية كعادة هذة الايام .. ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية على أنه لم يكتفى بما يتعلمه فى المدرسة بل دأب على الدرس والمطالعة حتى فى هذة السن المبكرة ولرغبته الملحة فى اكتساب العلوم بسرعة ترك قريته وذهب إلى القاهرة فى بداية عام 1915 ليلتحق بالإكليركية .. وفى بادئ الامر رفض مديرها قبوله لصغر سنه ... ولكن لإلحاحه ولكونه سليل لأسرة كهنوتية وافق اخيرا على قبوله ولم يلبث ناظر الاكليركية ان انشرح قلبه لهذا الطالب الصغير السن الكبير الذهن المتفتح البصيرة ...
V وبعد خمس سنوات من الدراسة نال يوحنا شهادة الأكليركية وكانت نظارتها قد آلت إلى الشماس العظيم حبيب جرجس .. فدعاه ذات مرة إلى الوعظ بالكاتدرائية المرقسية بالازبكية فاصغى إليه الجميع فى إعجاب واستحسان لتناسق اسلوبه ولتوجيهاته التعليمية رغم صغر سنه ..
V وكان قد رُسم شماسا فلما تخرج من الاكليركية عاد إلى قريته .. إلا ان اسقف المنيا فى ذلك الوقت عينه واعظا فى كنيسة السيدة العذراء بملوى حيث عرف أن يتاجر بوزناته وربح .. وأخذ يتسلق درجات المنبر فى إيمان وجرأة وإقدام وكان كسيده ( ينمو فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ) ... ولقوة محبته وحماسه كان الناس يتهافتون على سماعه حتى اولئك البعيدين عن الأرثوذكسية وكانوا يفدون إليه من ملوى ومن القرى المحيطة بها ....
V وخلال خدمته الشماسية وضع كتاب ( تاريخ الكنيسة القبطية ) وهو كتاب ضخم ملئ بالمعلومات الرائعة عن تاريخ كنيستنا المحبوبة وإليه يرجع الفضل فى تعريف الاجيال الأتية بما فعله ابائهم واجدادهم العظام .
W وتزايد إعجاب الناس به فقدموا تزكياتهم إلى أسقف المنيا لرسامته كاهنا وإستجاب الأب الأسقف لتزكياتهم فرسمه قسا باسمه الأصلى ( منسى ) وذلك فى يوم 25 يناير سنة 1925 ... فخدم فى هذة الخدمة بكل دقة وأمانة وكان يبذل نفسه ووقته وصحته فى خدمة شعبه ... ولم يقض فى الكهنوت غير خمس سنوات فقط وعلى الرغم من ذلك إلا انه اصدر خلال هذة الفترة القصيرة اثنى عشر كتابا عن الروحيات ( غير كتاب تاريخ الكنيسة ) ... منها كتاب ( يسوع المصلوب ) ومن يقرأ هذا الكتاب فى جيلنا الحالى ويقارن بما كتبه ابونا منسى يوحنا فى بدايات القرن العشرين وما اكتشفه العلم الحديث بعد دراسة الكفن المقدس للرب يسوع فى أواخر القرن العشرين – يجد ان ابونا منسى قد وصف الآلام التى جازها الرب بدقة عجيبة – وكأنما كان واقفا لحظة آلام الرب وصلبه ودون ما رأه فى هذا الكتاب ...
W وفى يوم 17 مايو عام 1930 وبعد حياة قصيرة فى نظر البشر كبيرة فى عينى الرب إنتقل هذا الكاهن المجاهد إلى كنيسة المنتصرين ليقف أمام العرش الإلهى ماسكا بيده مجمرة من ذهب ليقدم بخورا عن ابنائه الطالبين شفاعته عنهم .. إذن فحياتنا محسوبة بإنجازاتها وبما يشعه صاحبها من محبة وايمان ورجاء ...
صلاته تكون معنا أمين
أذهب و أصطلح مع من أساء اليك قبل أن يأتى
هو ويعتذر اليك فيسرق اكليلك
من أقوال البابا كيـرلس