فى القرن الرابع الميلادى اختير أحد الأباء المتوحدين أسقفاً ، وكان إنساناً تقياً ، عاش فى الجبل أكثر من ثلاثين عاماً ، يمارس الحياة النسكية الجادة ، كلما مرض يرفع عيناه لله فيشفيه .
لم تمض فترة طويلة على أسقفيته حتى مرض ، فسأله المحيطون به أن يستدعوا طبيباً فرفض ، دخل يصلى كعادته وانتظر يوماً لعل الله يشفيه ....... فلم يشف
فى عتاب مملوء حباً رفع الأسقف عيناه إلى الله يسأله أن يشفيه ليمارس العمل الرعوى ..... وإذ ألح فى ذلك ظهر له ملاك يقول :
" لما كنت فى البرية لا يوجد طبيب ولا دواء كان الله يشفيك بلا طب ، أما الآن أنت فى العالم وحولك أطباء فلماذا لا تأخذ الدواء ؟!"
هكذا أكد الملاك للأسقف الناسك أن الله الذى كان يرعاه فى البرية بلا دواء هو بعينه يرعاه فى العالم خلال الدواء !
أيها الحبيب .. الله قادر أن يشبع كل احتياجاتنا بطريقة معجزية ، لكنه هو خالق الطبيعة يريد أن يسير كل شىء حسب قوانين الطبيعة التى أوجدها ...... وان استدعى الأمر يعمل معنا ماهو فائق للطبيعة . إنما يلزمنا أن ندرك أن الله هو العامل معنا سواء من خلال الطبيعة أو ما هو فائق للطبيعة .