فى غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة على الانسان دفعة واحدة بكل قوتها، إنما تزحف اليه زحفاً حتى تصل اليه بشئ من التدريج. لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية، ويرقب تطورها، ويحترس..
* ومراحل الخطية تبدأ غالباً بإتصال، ثم انفعال، فاشتعال
فتتصل الخطية بأى شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة، أو المعاشرات الرديئة، أو لقاءات الحياة العادية. فإن أعطاها مجالاً، قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالاً فكرياً أو عاطفياً أو بطريق الحواس. فإن تهاون مع هذا الإنفعال، يشتد فيتحول الى اشتعال. وفى هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج الى الداخل، وفى هذا خطورة. وقد يتطور الأمر الى ما هو أشدّ...
* يتطور الأمر الى صراع داخلى، ربما ينتهى الى تسليم وسقوط...
إنه صراع بين الضمير والخطيئة، أو بين الروح والمادة. وهذا الصراع يدل على الإنسان رافض للخطيئة، وأنه يقاوم. وهى مرحلة متعبة، ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط. وهكذا يكون الانسان قد أوقع نفسه فى هذا الصراع بتهاونه فى المراحل السابقة...
***
* والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة
ويتوقف على مدى مقاومة الشخص، وعلى تدخل النعمة لإنقاذه... فقد تدركه المعونة الالهية، وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه. وقد يتعب من الصراع ويفشل، ويلقى سلاحه ويستسلم ويسقط. وذلك لأن الخطيئة من طبيعتها أنها لا تستريح حتى تكمل
* فإن سقط الشخص فى ذلك الصراع مع الشر، لا يتركه الشيطان بل يستمر فى محاربته له، حتى تتكرر الخطيئة، وحتى تتحول الى عادة أو الى طبع فيه. ويصل الى الوضع الذى لا يستطيع فيه أن يقاوم...!
* وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية. حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه، كعبد له وللخطية التى سيطرت عليه. ثم لا يكتفى عدو الخير بأن يجعل فريسته عبداً له، إنما يتطور الى ما هو أبشع...
* تتطور العبودية الى مذلة العبودية..!
أى الى الوضع الذى يشتهى فيه الشخص الخطية التى تسيطر عليه، ولا يجدها..! ويطلبها متوسلاً بكل قواه. يتوسل ولا يتوصل.. كمن يطلب شهوة المال، أو شهوة الجسد، فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء، أو الانتقام أو التشفى. ويسعى بكل رغبات قلبه لعله يجد... وكأنه يتوسل الى الشيطان، أو يتسول من الشيطان، أن يمنحه الخطية! وهذه مذلة.. وقد يتمادى الشيطان فى غروره، ويحتقر هذا الشخص الذليل..!
***
* فلينظر كل شخص فى أية مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟
* وليختصر الجهاد والصراع، ويبعد عن الخطوة الأولى
والانسان الحكيم لا يستهين بأية خطية، مهما بدت صغيرة