ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاًكيف مع محبة المسيح للسلام، وكونه رئيس السلام،
يقول "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً، بل سيفاً .. جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ... " (مت10: 34، 35) ؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته
يقصد السيف الذي يقع على المؤمنين به، بسبب إيمانهم.
وفعلاً، ما أن قامت المسيحية، حتى قام ضدها السيف من الدولة الرومانية، ومن اليهود، ومن الفلاسفة الوثنيين. وتحقق قول الرب "تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو16: 2). وعصر الاستشهاد الذي استمر إلى بداية حكم قسطنطين، دليل على ذلك.
كذلك حدث انقسام ـ حتى في البيوت ـ بسبب إيمان بعض أعضاء الأسرة، مع بقاء أعضاء الأسرة الآخرين غير مؤمنين.
فمثلاً يؤمن الابن بالمسيحية، فيقف ضده أبوه، أو تؤمن البنت بالمسيحية فتقف ضدها أمها، وهكذا يحدث انقسام داخل الأسرة بين من يقبل الإيمان المسيحي من أعضائها ومن يعارضها، حسبما قال "ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب. والأم على البنت، والبنت على الأم . والحماة على كنتها، والكنه على حماتها" (لو12: 53).
وكثيراً ما كان المؤمن يجد محاربة شديدة من أهل بيته ليرتد عن إيمانه. ولذلك قال الرب متابعاً حديثه "وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني ."
(مت10: 36، 37)
كان يتكلم عن السيف ضد الإيمان وليس السيف في المعاملات العامة.
ولهذا فإن قوله "ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" (مت10: 34)، سبقه مباشرة بقوله "من ينكرني قدام الناس،أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات" (مت 10: 33).
أما من جهة المعاملات العادية بين الناس، فيقول السيد في عظته على الجبل:
"طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يُدعون" (مت5: 9).
وقد دُعي السيد المسيح "رئيس السلام" (أش9: 6). ولما بشر الملائكة بميلاده قالوا "وعلى الأرض السلام" (لو2: 14). وهو قال لتلاميذه "سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم"
(يو14: 27). وقال الكتاب "ثمر البر يُزرع في السلام، من الذين يصنعون السلام"
(يع3: 18). وقيل من ثمار الروح "محبة وفرح وسلام"
(غل5: 22).
مقال قداسة البابا بجريدة الجمهورية بعنوان
ماجئت لألقى سلاماً بل سيفاً
أذكرونى فى صلواتكم