الصلاة هي راحة النفس. هي الميناء الهادئ الذي ترسو عنده النفس بعيداً عن أمواج العالم المتلاطمة.
الصلاة هي واحة خضراء في برية العالم القاحلة.. هي الوقت الذي تلتقى فيه النفس بمن يريحها.
تجد القلب الكبير الذي تأتمنه على أسرارها وتستطيع أن تحدثه بكل صراحة عن متاعبها وعن ضعفاتها وسقطاتها.
وهى موقنة تماماً انه لن يحتقر سقوطها، بل يقابلها بكل حنو، ويعينها على القيام، ويشجعها..
الصلاة هي خلوة النفس مع الله، هي لقاء مع الله، لقاء حب. هي التصاق بالله.
هي تلامس قلب الإنسان مع قلب الله. هي تمتع النفس بالله.. وفى هذا قال داود النبى: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب"
، وقال أيضاً: "أما أنا فخير لى الالتصاق بالرب"..
الصلاة هي صلة بالله، وربما من هذا المعنى اشتق اسمها..
وهكذا يكون الإنسان في حالة صلاة، إن وجدت هذه الصلة، وإن شعر بالوجود في حضرة الله
، وإن أحس القلب انه قائم فعلاً أمام الله، يتحدث إليه.. ليس المهم هو طول الصلاة
ونوع الكلام بقدر ما تتركز الأهمية في وجود صلة مع الله.. إن لم توجد هذه الصلة لا يعتبر
الإنسان مصلياً، مهما ركع ومهما سجد ومهما ظن انه كان يتحدث مع الله.. إن اللمبات الكهربائية
مهما كانت قوية وجميلة، فإنها تكون عديمة الفائدة ما لم يسر فيها التيار..
هكذا الصلاة
صلوا من اجلى