قبل أن أتزوج من سارة لم يكن في ذهني أبدا أن هذه هي فتاة أحلامي .. بل إنني قبل أن أراها لم تراودني فكرة الزواج مطلقا.. وعندما كنت أحلم بزوجة المستقبل كنت أراها شخصية مختلفة تماما. لقد تعرفت عليها لأول مرة في حفل زفاف أحد الأصدقاء… كانت مشتركة في جوقة الترانيم. ولكن صوتها فقط كان مميزا من بين مجموعة كبيرة من الفتيان والفتيات مما جعلني أحدق بها في كل ترنيمة تترنم بها في حفل الزفاف.
لم أكن معتادا علي الذهاب للكنيسة.. إذ أن اهتماماتي كانت بعيدة عن أي مجال ديني, ربما طبيعة عملي جعلتني أغرق في بحر من الأرقام والحسابات ولكن ذلك الصوت الرخيم شدني لذلك اقتربت منها محاولا التعرف عليها … وبمجرد أن قلت لها مساء الخير حتى وجهت رأسها إلى لتقول لي بكل بساطة
-مساء الخير. إسمي سارة .. وانت؟
فوجئت بعفويتها ولكنني أجبتها
-شادي
-لم أرك من قبل في الكنيسة ياشادي.. لماذا لا تحضر الى اجتماع الشباب يوم الاثنين القادم؟
كانت عفوية جداً.. أعجبني ذلك وشعرت أنها تعطيني ميعاد يوم الاثنين القادم.. فوجدتني أتوجه من ذاتي إلى الكنيسة دون أن يدفعني أحد إلى ذلك
أثناء الاجتماع أخذت أتلفت كثيرا من حولي.. باحثا عنها ولم أكن منصتا لما يحدث في الاجتماع.. ولكن وفجأة صمت الجميع.. ولكوني غير منصت لم أعرف لماذا سكت الجميع فجأة.. ولا ماذا قال الشخص الواقف على المنبر. ولكني فجأة سمعت صوتا ملائكيا يترنم في حب يسوع
كانت هي التي ترنم.. إنه صوتها
ومن جديد أصابني ذلك الانبهار الذي أصابني لأول مرة..أخذت أتأملها … كانت ترنم بلسانها وقلبها.. وقد دمعت عيناها تأثرا..
لأول مرة أجد شخصا يحب يسوع كل هذا الحب… شعرت أنها تنظر الي..لذلك كنت أتعجل الوقت حتى ينتهي الاجتماع .. لم أفهم من العظة شيئا… كنت فقط أريد أن أكلمها
وأخيراً انتهى الاجتماع فتوجهت اليها بسرعة وقلت
-ها أنا قد حضرت كما اتفقنا
-أهلا بك.. أنا اسمي سارة وانت
قلت متعجبا
-هل نسيتني ؟! إسمي شادي
-هذه أول مرة تحضر الي الاجتماع .. هل أعجبك؟
-أعجبني صوتك
احمر وجهها خجلا وقالت
-وددت لو أعجبك المسيح صاحب هذا المكان
وكما لو أن الخجل بالعدوى.. فقد شعرت بدوري بالخجل وأنا أرد
-بالطبع يسوع يعجبني
ثم صمت قليلا واستجمعت شجاعتي وقلت
-ألا تذكريني؟ .. لقد رأيتك في حفل زفاف الأسبوع الماضي
سكتت قليلاً ثم قالت
-نعم.. أذكر صوتك جيدا.. وان كنت قد نسيت أين سمعته من قبل .. والآن تذكرت
ثم نظرت الى الأرض وقالت
-معذرة .. لقد تعودت أن أرى بأذني .. والآن التصقت صورتك الصوتية في ذهني ولن أنساك مرة أخرى
***
كانت لا تزال تبتسم وإن علا الاحمرار وجهها .. بينما كانت كلماتها كالصاعقة بالنسبة لي.. إنها عمياء.. تعجبت .. عيونها تبدوا سليمة.. ليست تائهة أو مشوهه كعادة العميان.. كما أنها تتجه ناحية الصوت بسهولة عجيبة مما يدل على أنها ترى.. لم أدر ماذا أفعل.. وددت لو أضرب نفسي لأنني تسببت في جرح مشاعرها .. حاولت الاعتذار فقلت لها
-معذرة.. ظننت
-لا تغضب أو تخجل أرجوك.. كثير من الناس لها عيون ولا ترى.. أما أنا فأرى بأذني ما لا يراه أحد .. لقد أعجبك الاجتماع.. أليس كذلك؟ ولكنك لم تر فيه يسوع ولم تسمع سوى صوتي.. أما أنا.. فرأيت يسوع واستمتعت بجماله.. رأيته في العظة وفي الترنيم وفي الصلوات.. رأيته وهو مصلوب لأجلي.. وهو يمسك يميني ويرعاني .. رأيته وهو يشجعني ويبتسم في وجهي.. فأي منا يكسب أكثر .. عيناك أم أذناي.. بصرك أم بصيرتي
أطرقت خجلا وقد زاد قولها هذا إعجابي بها فقلت
-بل بصيرتك الرائعة التي ترى كل شئ جميل هي التي تنتصر
ومن هذا الوقت تصادقنا.. وبعيونها العمياء استطاعت أن تريني يسوع …ومع الوقت استطاعت أن تجعل مني أن أحب ذلك الاله الذي أحبته هي… وجاء الوقت الذي لم أستطع الابتعاد فيه عن يسوع فأسلمت قلبي له وذاتي وكياني .. وكان فرحي عظيما.. أيضا فرحها كان عظيما. .وعندما نويت الزواج لم أجد أمامي سوى سارة .. لقد شعرت بمحبتي لها وعندما فاتحتها برغبتي في الارتباط بها ابتسمت وقالت لي
-انني موافقة .. ولكن احترس .. انك ستكون عيوني التي أرى بها
-إنني كنت مبصر ولم أر يسوع إلا من خلالك- سيكون سهلا على أن أنقل لك صنيعة يسوع من خلال عيوني .. هل تعرفي ماذا ترى عيوني الآن
-ماذا ترى؟
-ترى فتاة جميلة مبتسمة دائما.. راضية دائما.. وجهها مضيئا كوجه يسوع.. أعدها الله لي لتكون زوجة
انا عوزاكم تقرواها ليكم هتفيدكم كتييييييير فى الاختياااااار