إن الناس فى حاجة إلى من يفرحهم، ويخفف عنهم متاعبهم، وبالرجاء الذى فيه يفتح طاقة من نور، تشرق وسط ضيقاتهم فتبددها وتعطيهم أملاً جديداً
فكن أنت كذلك : إن كانت لديك كلمة مفرحة، قلها للناس وإن كانت لديك كلمة متعبة، أجل اللفظ بها، حتى لا تتعب غيرك
ما أجمل قول الكتاب فى ذلك :
(طوبى لأقدام المبشرين بالخيرات)
كن بشوشاً فى وجه كل أحد، واعمل كل ما تستطيعه لتشيع البشاشة فى وجوه الناس وقابل الناس بابتسامة لطيفة، وبكلمة حلوة، لأن الناس لا يحبون الملامح المقبطة والوجوه العابسة التى تفقدهم سلام القلب وهدوء المشاعر
اجعل الناس يفرحون بلقائك، ويشعرون أنك سبب فرح لهم وإن قدومك إليهم هو
بشارة خير
أنظر كم يتفاءل الناس ويفرحون، بكلمة مفرحة، يقرأونها فى طالع أو بخت، وقد تملأ قلوبهم بهجة، وتعطيهم دفعة فى روحهم المعنوية، مع أنه لا يعرف المستقبل إلا الله، ما هذه العبارة التى أفرحتهم سوى مجرد كلام !
وتأمل كيف إن كلمة إنجيل معنها بشارة مفرحة
والكرازة بالإنجيل، كانت هى الكرازة بهذه البشارة المفرحة، التى فيها قال الملاك للرعاة :
(ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم ولجميع الشعب)
وانظر كيف قال السيد المسيح للناس (تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم)
فإن كنت لا تستطيع أن تحمل عن الناس متاعبهم، فعلى الأقل لا تكن سبباً فى
أتعابهم
تأمل كيف أن المصورين يطلبون من الناس أن يبتسموا قبل إلتقاط الصورة لكى
يكون المنظر مبهجاً ! كن أنت أيضاً مبتسماً، لكى يكون وجهك مبهجاً للناس
البعض يظن خطأ أن الدين هو كآبة وجه، وإن الكآبة دليل الجدية ! بينما الدين هو فرح والفرح واللطف هما من ثمار الروح (غل 5 : 22)