فيما الكل فى انسياق لأوامر دقلديانوس
و هم يقدمون البخور فى خضوع و ضعف لأصنام لا تحس و لا تشعر
و الكل فى نكسة قلبية دامية
اذ بجندى مهاب الطلعة
صاحب وجه مشرق بالنور
مقدام بالوقار
حينما جاء دوره لتقديم البخور للاّلهة رفض و صوته مدوى كالبوق
هو الجندى الشجاع أباسخيرون
: و هو يقول
" من هى الاّلهة التى أسجد لها و أرفع البخور أمامها ! ؟ ؟"
فالتفت اليه قائد الجنود و حامل المنشور الشيطانى
: و قال له
ألم تسمع أوامر الملك أنه على كل الجنود تقديم البخور لأبولون و أرطميس و بقية اّلهة الملك كما فعلنا نحن من قبلك
فأجاب القديس أباسخيرون
: و قال
من هو دقلديانوس و من هى اّلهته النجسة ؟ ؟
و كان القديس يهتف من أعماقه
لست أحتسب لشئ و لا نفسى ثمينة عندى حتى أتمم بفرح سعىّ و الخدمة التى أخذتها من الرب يسوع
(( أعمال الرسل20: 24 ))
فغضب القائد حامل الرسالة الملكية و تقدم الى الشجاع أباسخيرون
و لطمه على خده
: و هو يقول له
!! أتعصى أوامر الملك ؟
!! و تزدرى بقراراته الملكية ؟
و للوقت تقدم الجندى الأمين لربه فى هدوء و سلام و خلع منطقة الجندية التى كان متمنطقا بها و ألقى بها أمام القائد
مما أثار غضب القائد أكثر
فصاح فى وجه القديس
: صارخا
ما هذا الفعل الذى تجاسرت على فعله اذ تجاسرت و أستهنت و رفضت جنديتك و أهنت عظمة الملك
أما القديس ففى سلام أولاد الله و سكينة الممتلئين بالروح القدس لم يرهب غضب القائد أو صياحه
بل فى هدوء النعمة
: أجاب و قال
أنا لا أحب من الاّن أن أكون جنديا لهذه المملكة و أرفض أن أعبد هذه الأصنام النجسة
و رشم نفسه بعلامة الصليب
فأنتفض الوالى من مكانه و ارتعب و صاح اسحبوه فى سجن القصر
و ما أرهب سجن القصر و ما أفظع ما به من أهوال و كم من معترفين ماتوا لمجرد دخولهم سجن القصر
ان رائحته الكريهة و ضيقته و المعاملة الوحشية الموجودة فيه كفيلة أن تقتل من يدخله و كل ما يدخله يصاب بدمار نفسى
و لكن الشهيد أباسخيرون كان قد هيأ نفسه قلبيا أنه لا توجد قوة فى الكون كله تستطيع أن تحد أو تفصل بينه و بين محبة المسيح الذى مات من أجله
و كان لسان حاله مع القديس بولس الرسول
من يفصلنى عن محبة المسيح !؟؟
لا شدة و لا ضيقة و لا اضطهاد و لا خليقة أخرى
!! ان محبة المسيح تحصرنى
بحبك يا أباسخيرون
لتكن تحيتكم بعضكم لبعض
اخريستوس اّنيستى أليثوس اّنيستى
المسيح قام بالحقيقة قام