قالوا:
ضل راجل ولا ضل حيطه
الزواج قسمة ونصيب
مرآة الحب عميا
وقالوا أيضا:
الزواج ممكن أن يكون أفضل حدث في الحياة لكن قد يكون أصعب حدث أيضا إذا لم نحسن الاختيار أعلى نسبة طلاق ترجع إلى عدم التريث في الاختيار الزواج هو أعظم واخطر قرار في الحياة بعد قرار المعرفة الحقيقية لله و الدخول في العلاقة معه قل لي من أنت ؟ وأنا أقول لك من سوف تتزوج؟
وهذا يقودنا للسؤال الهام كيف إذا اختار شريك الحياة الذي يتحقق معه هذا الكيان العظيم الرائع الذي صممه الله ؟
أو بأسلوب أخر كيف تبدأ هذا الطريق بأسلوب صحيح يتحقق معه بناء صحيحا نتمتع فيه بحياة زوجية سعيدة ناجحة مدى الأيام ؟؟؟
أن المرجع الأساسي الصحيح الآمن للإجابة عن هذه الأسئلة هو كلمة الكتاب المقدس – الذي كُتب عنه بصدق " "سراج لرجلي كلامك . ونور لسبيلي" ( سفر المزامير مزمور 119عدد 105)
لذلك دعونا نتأمل قليلاَ في قصة أول زفاف حدث في تاريخ البشرية بين أبوينا الأولين أدام وحواء في (سفر تكوين الإصحاحات1 ، 2)
وكذلك قصة زواج اسحق ورفقه كما جاءت في (سفر التكوين الإصحاح24) ومن هذه القصص نستطيع أن نستخرج الأسس الهامة الآتية التي يجب وضعها في الاعتبار قبل أن نبدأ مسيرة حياتنا الزوجية.
التوقيت الصحيح:
كتب سليمان الحكيم في ( سفر الجامعة الإصحاح 3 العدد 1) "لكل شيء زمان و لكل أمر تحت السماوات وقت" وان الله "صنع الكل حسنا في وقته" (سفر الجامعة الإصحاح3 العدد 11) وهكذا نجده واضحا في أول زواج حدث على الأرض ومنه نتعلم ما هو الوقت الصحيح للسير في هذا الطريق خلق الله آدم أولا ثم غرس له جنه ( أي بيتا ووضعه فيه) (سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 7، 8 ) وضع الله أدم في الجنة ليعملها ويحفظها (سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 15) أي أصبح لآدم عملاَ محدداَ يقوم به بعد هذا يأتي القول " قال الرب الإله ليس جيدا أن يكون أدم وحده فاصنع له معينا نظيره" (سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 1) شعور آدم بالوحدة واحتياجه لمعينا نظيرة (سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 25) اخذ الله ضلعاَََ من أضلاعه أحضرها لآدم وهكذا نرى التوقيت الصحيح للتفكير في خطوة الزواج العقلية .
انه الوقت الذي ينضج فيه الإنسان جسديا ونفسياَ ويصبح قادراَ على الاستقلالية الكاملة في الحياة وعندها يمكن أن يتحقق القول "لذلك يترك الرجل أباه و أمه" (سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 24) شريك الحياة الصحيح: نقرأ في (سفر تكوين 2 الإصحاح العدد 20) انه عندما أصبح آدم في الوضع الصحيح للزواج .أنام آدم واخذ واحدة من أضلاعه أحضرها له امرأة ثم نقرأ القول (سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 24) " يكونان جسدا واحدا" أي إنها من نفس نوعيته وجنسه لتكمله في علاقة الجسد الواحد وهذا فهمه إبراهيم جيداَ لذلك عندما جاء الوقت لاختيار زوجة لابنه اسحق قال لكبير بيته(سفر تكوين الإصحاح 24 العدد 3،4) "لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم. بل إلى ارضي و إلى عشيرتي تذهب و تأخذ زوجة لابني اسحق" ثم تكلم الرب بعد ذلك على فم موسى موصياَ شعبة قديماَ في(سفر تثنية الإصحاح 7 العدد 3) " لا تصاهرهم بنتك لا تعط لابنه و بنته لا تأخذ لابنك" ومن هنا نستطيع أن نضع النقاط الآتية في الاعتبار عندما نسأل من نختار؟؟؟
لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين:
رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح 6 الاعداد 14 –18 أن المؤمن الحقيقي هو من أولاد الله ومن عائلته"..............قال الله إني ساسكن فيهم و أسير بينهم و أكون لهم إلها و هم يكونون لي شعبا........." أما غير المؤمنين الحقيقيين فهم مازالوا تحت سلطان إبليس وينطبق عليهم قول الرب يسوع في ( الإنجيل كما دونه القديس يوحنا الإصحاح 8 العدد 44) "انتم من أب هو إبليس و شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" لذلك لا يمكن أن يكون هناك نصيب للمؤمنين مع غير المؤمنين ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق للمسيح مع بليعال (الشيطان)
التوافق الشخصي:
أن الزواج هو ارتباط كامل بين شريكي الحياة لذا قال الرب يسوع في (الإنجيل كما دونه القديس متى الإصحاح 19 العدد 6) " ليسا بعد اثنين بل جسد واحد" لذلك يتطلب أن يكون هناك توافق كامل بين شريكي الحياة في جميع مجالات الحياة الروحية والزمنية ولا تنس ما كتبه النبي عاموس قديما (سفر عاموس الإصحاح 3 العدد
3) هل يسير اثنان معاَ أن لم يتواعدا ( يتوافقا ) وهكذا علينا أن نسأل أنفسنا قبل أن نحسم الاختيار في شريك حياتنا الأسئلة الآتية: -
هل هناك توافق روحي وفكري مع الطرف الآخر؟
فليس فقط وجود الإيمان الحقيقي بل أيضا مراعاة وجود توافق في المفاهيم الروحية والارتباط الكنسي متذكرين القول "كونوا جميعا متحدي الرأي" (رسالة بطرس الأولى الإصحاح 3 العدد
- هل هناك توافق عمري واجتماعي ؟
حيث أنهما سيكونان معاَ بيتاَ واحد له كيان متميز فلا يمكن أن يكونا مختلفين في الاتجاهات الاجتماعية وبينهما فارق عمري كبير ويتمكنا بعد ذلك من بناء بيتاَ صحيحا مدى الأيام ، بل هذه الاختلافات الأساسية ستكون سبباَ رئيسيا لحدوث المشاحنات والاختلافات المستمرة لذلك نسمع التحريض الأساسي (رسالة بولس إلى أهل فيلبى الإصحاح 2 العدد 2) " تفتكروا فكراَ واحداَ ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئاَ واحداَ" عدم الانقياد وراء المظاهر الخارجية: كثيراَ ما يتأثر الشباب بما تقدمه وسائل الإعلام العالمية أو أفكار الأهل والأصدقاء التي تعظم المظاهر الجمالية الجسدية أو المستويات المعيشة والأوضاع الاجتماعية ، وهكذا يسيطر هذا الفكر عليهم عند اتخاذ خطوة الارتباط لكن علينا أن لا ننسى أن هذه المظاهر الخارجية مهما عظمت ترتبط بالاحتياجات الجسدية فقط وتأثيرها وقتي محدود سيزول مع الزمن لذلك قال الكتاب المقدس بحق في (سفر أمثال الإصحاح 31 العدد 30) "..... الحسن غش والجمال باطل" ويؤكد الحكيم سليمان هذا في اختياره الشخصي بالقول في (سفر الجامعة الإصحاح 2 العدد 11) "...... الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس"
أسلوب الاختيار الصحيح:
قد يأتي السؤال ألان أن كان قد جاء التوقيت الصحيح للتفكير في الزواج وان وجد الكثيرين مما يمكن أن تنطبق عليهم مواصفات شريك الحياة الصحيح . فكيف اختار ؟ وهل يصلح أن أي اثنين تنطبق عليهم الشروط السابقة يصلحا للارتباط وتكوين بيتا زوجياَ صحيحاَ ؟
بالطبع هذا سؤال هام !دعونا نرجع ثانيه إلى قصتي زواج آدم وحواء، واسحق ورفقة لنرى تسلسل الأحداث وما نتعلمه منها:
عندما شعر آدم بالوحدة وقيل عنه " أما لنفسه فلم يجد معيناَ نظيرة " واتى القول" فأوقع الرب الإله سباتاَ على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه .......... أحضرها إلى آدم" ( سفر تكوين الإصحاح 2 العدد 20 -22) وهكذا لم يحدد آدم شروطاَ مسبقة للمعينة التي يريدها لنفسه بل ترك الله يختار له ما يجده مناسباَ .
وهذا بالضبط ما فعله عبد إبراهيم عندما ذهب ليأخذ زوجة لأسحق فنجده يصلى قائلا: " أيها الرب ... يسر لي اليوم ... ها أنا أقف على عين المياه .. فليكن أن الفتاة التي أقول لها أميلي جرتك لأشرب فتقول لي اشرب وأنا أسقى جمالك أيضا هي التي عينتها لعبدك اسحق" (سفر تكوين الإصحاح 24 العدد 14) ثم يأتي سليمان الحكيم قائلا في (سفر أمثال الإصحاح 19 العدد 14) " البيت والثروة ميراث من الآباء أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب" احضر الله حواء إلى آدم بطريقته هو وكذلك احضر رفقه إلى اسحق بعد أن تأكد العبد بطرق مختلفة أن هذا هو اختيار الرب له وقال الجميع عندها " من عند الرب خرج الأمر " (سفر تكوين الإصحاح 24 وعدد 50 ) وهكذا نستطيع أن نضع بعض النقاط الأساسية التي يجب أن توضع في الاعتبار حتى نتأكد من الاختيار الصحيح :
التفرغ الشخصي من أي شروط مسبقة أو رغبات خاصة:
علينا أن نتعلم التسليم الكامل للرب ونخرج من أنفسنا أي أفكار تسربت لنا من العالم المحيط بنا واثقين في محبته الكاملة لنا وكذلك علينا أن نغلق مشاعرنا العاطفية في البداية حتى لا تقودنا في اتجاه خاطئ يسيطر علينا فلا نستطيع تميز صوت الرب بسهولة ووضوح . دعونا نتذكر ما كتبه بولس الرسول في (رسالة بولس إلى أهل رومية الإصحاح 12 العدد 1، 2) - "قدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله" أي حياة التكريس الكامل لله . - "لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" أي لنطرح كل أفكار عالميه ونجدد أذهاننا عن طريق كلمه الله بالروح القدس - "لتتخيروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" أي تكون هذه هي النتيجة ، تميز صوت الرب في حياتنا واختبار إرادته عملياَ التي هي لصالحنا دائما حياة الشركة المستمرة مع الله: يجب ألا ننسى القول " سر الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم" (سفر المزامير مزمور 25 العدد 14) فعندما نكون عائشين في مخافة الرب وتقواه الحقيقية سوف يكون من السهل علينا تمييز صوته في كل خطه نخطوها ويحق قول أحدهم (لن يكون سهلا علينا تميز صوت الرب غداَ وفى الأمور الكبيرة ما لم نكن عائشين في مشيئته اليوم وفى الأمور الصغيرة أيضا الانتظار وعدم التسرع: حيث إننا أمام قرار خطير في الحياة نتائجه سوف تستمر معنا كل الحياة . فإما تحصد سعادة وراحة وإما شقاء وتعب مستمر لهذا علينا بالتأني وعدم التسرع في اتخاذ هذا القرار وعندما نتأمل في قصة زواج اسحق ورفقة نجد هذا واضحاَ جداّ والنتيجة حصدا حياة زوجية هادئة سعيدة (سفر تكوين الإصحاح 24- 28) ولكن عندما نتأمل في قصة زواج يعقوب وراحيل التي بدأت باستحسان وعواطف بشرية وباستعجال وبدون انتظار الرب نجد النتائج التي حصداها معاًَ من مشاكل ومتاعب مستمرة (سفر تكوين الإصحاح 29 -35)
وهنا يأتي السؤال الأخير !! كيف يعلن الله إرادته في هذا الأمر ؟ وكيف أتأكد من صدقه لي؟
إن الله يتكلم بأنواع وطرق كثيرة منها:
1- كلمته بواسطة الروح القدس الساكن فينا فهو يرشدنا إلى كل الحق متذكرين القول" الروح أيضاَ يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا"
2- الأحداث التي تمر بنا والأشخاص المحيطين بنا ولاسيما الوالدين ومواقفهم من جهة الاختيار ولا ننسى القول " ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعون حسب قصده" (رسالة بولس إلى أهل روميه الإصحاح 8 العدد 28)
3- المرشدين والرعاة الروحيين الذين وضعهم الله وسط كنيسته والذين يمكن أن تنطبق عليهم ما قاله بولس الرسول عن نفسه في (رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكى الإصحاح 2 العدد 11) " كنا نعظ كل واحد منكم كالأب مع أولاده و تشجيعهم وتشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله"
في الختام دعونا نضع ثقتنا الكاملة في صلاح إلهنا المحب وأمانته من جهتنا وننتظر قيادته لنا في هذا الأمر واثقين في قوله القديم "ذو الرأي الممكن تحفظه سالماً سالماً لانه عليك متوكل" (إشعياء 26 :3