هناك عدة أسئلة تدور فى الأذهانعن دور الله فى اختيار شريك الحياة مثلاً:
هل هناك مايسمى بالنصيب؟؟؟
هل هناك شخص معين حده الله لأرتبط به؟؟؟
هل يتدخل الله فى عملية الاختيار؟؟؟ واين حرية الإرادة إذاً؟؟؟ ونبدأ القول بأن النصيب هو الشماة التى نعلق عليها أخطاء الاختيار،فعندما يفشل إنسان فى حياته الزوجية، نجده يحاول أن يجد مسئولاً عن هذا الفشل ، فيقول : هذا نصيبى " أو هذه إراة الله".
لقد أعطى الله العقل للإنسان ، ومنحه حرية الإرادة حتى يختار الأفضل والأصلح فى كل أمور حياته. ألم يفعل هذا مع آدم بكامل حريته يختار ما يريد، فاختار الشجرة المحرمة؟ ولما سأله الله لماذا فعل ، أراد أن يعلق فعلته على شخص أخر فقال : "المرأة التى جعلتها معى هى أعطتنى من الشجرة فأكلت " (تك 3 : 12) ويلاحظ هنا انه نقل المسئولية إلى شخص الله نفسه (جعلته) وإلى حواء (هى أعطتنى).
إن كل شاب أو شابة مسئول مسئولية كاملة عن اختيارة . كما أن فكرة تحديد شخص معين لابد للإنسان أن يتزوجه تندرج تحت نفس الموضوع ، فلو كان هناك شخص معين وأنا مجبر أو مسير للارتباط به، فلا اختيار لى إذا.. وهذاأسلوب آخر من أسلوب التنصل من مسئولية تحمل نتائج اتخاذ القرار.
إن كان للإنسان الحرية الكاملة للاختيار فأين دور الله إذاً؟؟؟ وأجرؤ فأقول إن الله يتدخل فى حياتنا عندما نطلب منه ذلك، فهو لايقتحم حياتنا، ولايجبرنا على شئ، لكننا نلجاء إليه طالبين حكمته و إرشاده: " لأن الرب يعطى حكمة، من فمه المعرفة والفهم، يذخر معونة للمستقمين" (أم 2 : 6) ، "فى كل طرقك أعرفه ، وههو يقوم سبلك" (ام 3: 6).
ولكى يرشدنا الله فى كل أمورنا عند اتخاذ قراراتنا ، فهذا يستلزم أمرين:- 1- أن نطلب إرشاد الله إن كنا نتهم باختيار شريك الحياة من بنات وأبناء الله .. فلا نتوقع أن يساعدنا الله إن كنا نختار بحسب مقاييس العالم، وليس بحسب مقاييس أولاد الله.
2- أن نصلى دائماً كما صلى السيد المسيح : " لتكن لا إادتى بل إرادتك" (لو 22 : 42) ، أو كما قال الرسول بولس : " ماذا تريد يا رب أن أفعل؟" ( أع 9 : 6) .. فالشاب ( أو الشابة ) الذى يصلى هذه الصلاة بينما هو قد قرر فعلاً اختيار شخص معين، وهو مصمم على اختياره لايكون صادقاً مع نفسه ومع الله.
إن الصلاة لهذا الأمر لاتكون وقتية، فكثيرون يفكرون فى الله كما يعتقدون فى خاتم سليمان الذى يدلكه صاحبه فيسمع الصوت "لبيك ماذا تريد ، فيطلب طلبة وتجاب فى الحال.
إنما الصلاة لهذا الأمر يجب أن تشغل الشباب من الجنسين قبل الاختيار بفترة طويلة ، حتى يكون فكرنا مطابقاً لفكر الله فى الآمر الهام .... فالشاب (أو الشابة) يصلى قبل أن يختار حتى يهديه الله للشخص المناسب ، وليس بعد الاختيار ، وكانه يطلب توقيع الله بالموافقة على اختيارة.
وهناك تساؤل مهم نسمعه كثيرا ًممن لم يوفقوا فى حياتهم الزوجية: " لقد صلينتا ، واخترنا ، فلماذا لم ننجح فى زواجنا؟" والحقيقة أنه حتى مع إرشاد الله ، فهناك دور واجب على الإنسان لنجاح الزواج، وهو تنمية الحياة الزوجية ورعايتها، فهى كالنبات تحتاج للماء والهواء والشمس وإلا ذبلت. وليس ذلك فى الزواج فقط، بل فى كل حياتنا يقوم الله بدورة ، وعلينا نحن أن نقوم بدورنا أيضاً.
ويسأل البعض : كيف أتاكد أن اختيارى صحيح؟ هلى هناك علامة أضعها لأتأكد من ذلك؟ فى الكتاب المقدس مواقف كثيرة استخدمت فيها العلامات، إلا أن ذلك كان فى العهد القديم. أما بعد أن ارتفع السيد المسيح ، وأرسل لنا الروح القدس ليسكن فينا فهو " يعلمكم كل شى" (يو 14 : 26) ، ويرشدكم إلى جميع الحق ( يو 16 : 13).
.