الزواج هو بترتيب من الله. هو الذي رسمه وقدَّمه للإنسان لخيره وسعادته.
الله هو مهندس الزواج وواضعه ومصدره!
فالزواج ليس صفقة تجارية، بل هو رباط مقدس أمام الله والناس يدوم مدى الحياة.
الزواج هو بين رجل واحد وامرأة واحدة، لا بين رجل واحد وعدة نساء، ولا بين رجل وآخر، أو بين إمرأة وأخرى.
فالله خلق في البدء رجلاً واحداً هو آدم، ومن آدم صنع امرأة واحدة هي حواء.
ولهذا تقول كلمة الله إن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته، لا بصاحبته، ولا بزوجة جاره أو زميلته في العمل. ومن يخالف هذا الترتيب يخالف ترتيب الله، ويعرض نفسه لدينونة الله وغضبه،
وما لم يكن الزوج والزوجة قابلين لوجود الله في حياتهما اليومية فإن نعمة الزواج ستبقى موهبة غير مستغلة، وستبقى غير ذي فائدة
فالزوج والزوجة اللذان يتعاونان مع الرب في الزواج سيجدان أن نعمته تكفي لمواجهة التجارب والمحن التي قد يصادفانها. وبهذه الطريقة يستطيع الزوجان أن يجسِّدا مهمة الزواج، وأن ينموا حقاً بالقداسة وسبل الكمال المسيحي، فيجدان الله ويُظهران عظمته لكافة البشر. وبعد حياتهما على الأرض يكونان مستعدَّين لدخول فرح الملكوت السماوي.
الزوج وزوجته هما جسد واحد، فكل ما يفعله الزوج لإسعاد زوجته سيعود إليه في صورة بركة، «مَنْ يُحِبُّ ٱمْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ» (أف 5: 2. فالحب الذي يمنحه الزوج لزوجته سيرجع إليه عن طريقها.
فالزوج هو الذي يربط البيت معاً ، فهناك رجال متزوجون، ولكنهم ليسوا أزواجاً بمعنى الكلمة، لأنهم ليسوا دعائم البيت. فالزوج يمسك البيت معاً بما يقدمه لزوجته من خدمة جسدية وروحية» وقد يتحطم رباط الأسرة إذا فشل الزوج في القيام بواجبه.
لقد جعل الله لآدم زوجة كي تكون معينة له فالزوجة هي التي تحيط زوجها بالمحبة والمشاركة واللطف. فإذا كانت دعامة الرجل قوية ارتبط الإثنان معاً في وحدة شركة مباركة، وفي هذه الحالة تستطيع الزوجة أن تحيط زوجها بصدى بركاته لها بكيل جيد
الزواج جميل. ومع أن حياة العزوبية أفضل في بعض الأحيان لكنها ليست مطلوبة في كل الأحوال. والله هو الذي تمم إجراءات أول زواج، فإنه بعد أن خلق حواء «أَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ» (تك 2: 22).
فما هو الفرق الجوهري بين أي بيت وبين البيت المسيحي؟
ما الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً ؟
هنالك عوامل كثيرة، لكنها كلها من عمل الرب يسوع المسيح. هو وحده الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً.
قد يكون الأب خبيراً ماهراً في الشؤون الزوجية وذلك بكثرة الدروس. وربما تكون الزوجة قد حصلت على درجة عالية في الاقتصاد المنزلي. . وقد يكون في بيتهما أحدث المخترعات لتوفير الرفاهية. ومع كل هذا، فينبغي القول بأنهما إن أرادا بناء بيت مسيحي بدون المسيح فإنهما يضيعان وقتهما ، لأن المسيح وحده هو الذي يجعل البيت مسيحياً.
المنزل الجميل والأثاث الفاخر، ومستلزمات المطبخ الحديثة - حسن أن تتوفر هذه كلها، ومع ذلك فليس شيء منها جوهرياً لإيجاد بيت مسيحي. لكن الرب يسوع وحده هو الذي يستطيع. فالبيت المسيحي يمكنه أن يستغني عن أشياء كثيرة لكنه لن يستغني عن المسيح.
فإن كنت أنت مسيحياً حقاً استطعت أن تفعل أشياء كثيرة لتجعل بيتك أكثر مسيحية.
أما إن لم تكن مسيحياً حقاً فأمامك شيء واحد، هو أن تصبح مسيحياً بالروح والحق. قبل أن يصير بيتك بيتاً مسيحياً يجب أن تكون أنت مسيحياً. قبل أن يعرف بيتك البركات التي لا يمنحها أحد سوى المسيح يجب أن تعرف أنت المسيح مانح هذه البركات. قبل أن يحل المسيح في بيتك يجب أن يحل في قلبك. قبل أن تصالح بيتك مع الله يجب أن تصطلح أنت معه