باقى الموضوع
٢) وكانت تظهر وهى تمشى فوق الكنيسة ، وبصفة خاصة على القبة الوسطى ، وتنحني مصلية أمام الصليب الذي كان يظهر بشكل نوراني ناصع .
٣) وكانت تظهر في بعض الأوقات بهيئة نورانية وهى تحمل الطفل يسوع على ذراعيها ، مثلما ظهرت في فاتيما (مدينة بالبرتغال ) من قبل وظهر معهما القديس يوسف النجار أيضاً !
ويبدوا أنها كانت تذكر الجموع برحلة العائلة المقدسة إلى مصر . فقد كانت الظهورات السمائية تأخذ عادة ، الأشكال المألوفة لنا لكي ندركها ونعرفها .
٤) وكانت تظهر في شكل نوراني مشع وبملامحها الواضحة ، كما ظهرت في الصور التي اتخذت لها ، على القبة الشرقية .
٥) وكان يسبق ظهور العذراء أو يصاحبه ، في بعض الأحيان ، ظهور حمام ابيض يدور حول الكنيسة في دائرة ، وفى أحيان أخرى كان يظهر مثل البرق ، يظهر لفترة ثم يختفي ، وفى أوقات أخرى كان ينتشر ضباب نوراني مضيء في كل مكان وينطلق منه بخور عطري جميل يتخلل كل المكان .
٦) وكانت تظهر أيضاً في شكل فتاة ترتدى طرحة بيضاء تطل من طاقة القبة الشرقية البحرية (الشمالية) ، وتتحرك بين طاقات هذه القبة تومئ برأسها المقدسة وترفع كلتا يديها وهى تبارك الجموع . كما كانت تظهر بهيئات أخرى كثيرة .
يقول الأستاذ زكى شنودة المحامى في وصفه لمشاهدته الشخصية للظهور " رأيت السيدة العذراء متجلية فوق القبة في صورة ملكة تقف والتاج على رأسها ، بحجمها الطبيعي ، في انتصاب كاملة ومجد عظيم ، وقد تلألأت كأنها الشمس الساطعة وسط الظلام ، والنور يشع من جسدها الباهر الضياء في هالة لا يمكن أن تصدر من أي نجم من نجوم السماء أو مصباح من مصابيح الأرض مهما بلغ سطوعه وتلألؤه ، وإنما هو نور إلهي لا نظير له ، ويبدو من فرط قوته وعمقه وصفائه مائلاً إلى الزرقة ، ولكنها زرقة لا تنتمي إ لى الألوان الأرضية بل تخطف الروح خطفاً إلى ملكوت السماء والرأس منتصب تحت التاج في جلال ، ومع ذلك يومئ في عطف وحنان والجسم فارع ورقيق ، تكسوه غلالة من نسيج نوراني حتى القدمين . وقد ظلت الملكة المتجلية هكذا في وضع ثابت بضع دقائق ثم لم تلبث أن بسطت يديها قليلا ً من تحت الرداء الفضفاض في حركة خفيفة إلى الأمام نحو الشعب تحييه وتباركه . ولبثت هكذا مايقرب من ساعة ونصف لا تغيب عن عشرات الألوف من الناس . وقد تولاني كما تولى جميع الناس انبهار بلغ حد الذهول ٠٠٠ وقد ظللت أتطلع إلى السيدة العذراء وهى متجلية هكذا منذ الساعة الثالثة والنصف إلى الخامسة من الصباح ، وهو صباح ٢٨ إبريل سنة ١٩٦٨ م . "
(كتاب " العذراء في الزيتون " لنيافة الأنبا أغريغوريوس ٨٦)
ويقول نيافة الأنبا أثناسيوس (المتنيح) مطران بنى سويف والبهنسا عن مشاهدته لهذا الظهور: " رأيتها أعلى من القباب بين القبة الوسطى والقبة القبلية ٠٠ وظهرت كاملة بحجم الإنسان الطبيعي ٠٠ منظر كامل عظيم يشع نور ازرق خفيف سماوي مشوب بقليل من الاحمرار ٠٠ مثل التمثال الفسفوري ٠٠ مشع جداً جداً ٠٠ وكانت العذراء تتحرك ٠٠ تلتفت غرباً وتحرك يديها كأنها تبارك الجموع ٠٠٠ وأحيانا ً تحرك رأسها في إيماءة هادئة . وحولها هالة من النور تجعلها في صورة سمائية ٠٠٠ كيان يتلألأ ٠٠٠ ورأيت هذا النور يتموج . ثم تظهر نقط مضيئة حولها كأنها النجوم تحيط بها ٠٠ والنور مائل إلى الزر قة ٠٠ والزرقة تزيد ثم تخف ٠٠ وداعة عجيبة ٠٠ هدوء وروح سماوية . المشهد رائع أكثر مما تعبر عنه الألفاظ ٠٠ ولم تكن العينان والأنف والفم وقسمات الوجه مفصلة ، بل تظهر في شكل ظلال ، وكانت اليدان والرجلان تتحركان ٠٠ فكانت تحرك يديها ٠٠ يداها تقتربان وتبتعدان وكأنه ا تعطى البركة ، أما القدمان فلم أميزهما تماماً ٠٠ ولكن الحركة كانت توضحها . وكانت العذراء تلبس غطاء على الرأس مثل الطرحة . ثم الرداء كاملا وكله طويل يغطيها حتى القدمين ٠٠ ولكنه لا يغطى الوجه ولا يغطى اليدين . "
(الكتاب السابق ص ٨٨،٨٧)
3 - الظواهر الروحية التي كانت تصاحب الظهورات
كائنات روحية في شكل حمام ؛ كان يتبع ظهور العذراء أو يسبقه ظهور كائنات روحية بيضاء لامعة ومشعة في شكل حمام ، ولكنها أكبر من الحجم الطبيعي المعروف للحمام ومختلفة عنه في الشكل ، وكانت تطير ليلا ً في حين أن الحمام لا يظهر ليلا ً . وكانت تطير و هى باسطة أجنحتها من غير أن ترفرف بجناحيها كما هو طبيعي بالنسبة للحمام . وكانت تظهر فجأة ، بلا مكان ، وتختفي ولكن في اختفائها كانت تطير لأعلى وكأنها تدخل في أعماق السماء.
٢) نجوم لامعة وكرات نورانية متوهجة ؛ وكان يظهر في سماء الكنيسة نجوم لامعة ، تظهر أكبر من النجوم العادية ، تهبط على الكنيسة بسرعة ثم تختفي . وأحياناً كانت تظهر النجوم في شكل كروي متوهج أو مثل المصابيح .
٣) وكان يصاحب الظهور أيضاً ظهور نور وهاج برتقالي اللون أو أزرق وهاج يدور حول كائنات روحية في شكل نجوم لامعة فوق الكنيسة مثل الهالة المقدسة ويغمر القبة الوسطى أو ينتقل إلى القباب الأخرى .
٤) صليب من نور ؛ كما كان صليب القبة الكبرى المعتم يضئ بنور روحاني فسفوري يشع في جميع الاتجاهات ، كما كان يظهر أحياناً صليب أبيض ناصع جداً من نور على واحد من القباب أو فوق العذراء ذاتها عند ظهورها .
٥) بخور روحاني عطر ؛ ومن أروع الظواهر التي كانت تصاحب ظهور العذراء ظهور بخور روحاني أبيض ذو رائحة عطرة قيل عنه أنه " جزيئات من ملايين الإحساس " . يقول نيافة الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمي " ثم أن كمية البخور التي تنتشر فوق القبة وسطح الكنيسة كمية ضخمة لا يكفى لتصعيدها ألف ألف مبخرة ولولا إن هذا البخور عطري الرائحة وأبيض اللون وناصع البياض لكان يظن أنه ناجم عن حريق كبير " .
٦) وكان يسبق ظهور العذراء ، أيضا ً ، سحاب نوراني روحاني عادة ما كان يظهر على القباب ، وكان يأخذ شكل العذراء في بعض الأحيان . كما كان يصاحب الظهور عمل معجزات كثيرة مثل شفاء مرضى كانت تقارير الأطباء تؤكد حدوثها على الرغم من أن الأطباء كانوا عاجزين عن تفسير كيفية حدوثها ، وتقول إحدى الطبيبات التي شاهدت
العذراء بنفسها وشاهدت حدوث بعض معجزات الشفاء " أنا طبيبة وكل ما شاهدته هنا في الزيتون أؤمن به ولكنى لا أستطيع تفسيره طبياً أو علمياً " .
4 - بداية الظهور
كانت بداية ظهور العذراء في الزيتون يوم الثلاثاء ٢ إبريل ١٩٦٨ م الموافق ٢٤ برمهات من سنة ١٦٨٤ للشهداء الساعة الثالثة والنصف ليلاً ، حينما شاهدها بعض عمال جراج هيئة النقل العام الذي كان مواجهاً للكنيسة مباشرة ، والذي تحول إلى كاتدرائية ضخمة ، بقرار من الرئيس الراحل العظيم جمال عبد الناصر ، وذلك عندما كان يقف على باب الجراج كل من السيد حسن عواد ومعه السيد عبد العزيز على ، الخفير ، والسيد مأمون عفيفى ، سائق ، والسيد ياقوت على ، ولفت نظرهم شعاع نوراني باهر ينبثق من فوق القبة الكبرى للكنيسة ، فحدقوا النظر مدققين فتبين لهم وجود فتاة متسربلة بثياب بيضاء وساجدة بجوار الصليب الذي فوق القبة ، وقد أثار دهشتهم و إعجابهم أن جدار القبة مستدير وشديد الانحدار ويستحيل على أحد أن يقف علية ، فتسمرت أقدامهم وأصيبوا بدهشة وذهول وراحوا يرقبون مصير الفتاة . وقد تصور أحد الذين تجمعوا ويدعى فاروق محمد عطوه أنها فتاة قادمة على الانتحار بإلقاء نفسها من على سطح الكنيسة المنحدر فأشار إليها بإصبعه المبتور والمربوط بالضمادات وصاح إليها : " حاسبي يا ست ٠٠ حاسبي لأحسن تقعي " !! وجرى ليبحث عمن ينقدها .
وأبلغ البعض شرطة النجدة التي وصل رجالها على الفور وتجمع المارة من الرجال والنساء ، ولما انتصبت واقفة واستدارت وأصبحت في مواجهتهم وبدأت ملامحها تزداد وضوحاً واشتد الضياء والنور الذي كان يحيط بها ويخرج منها وظهرت صورتها ووضحت تماماً ، تلك الصورة النورانية السمائية المجيدة ، وكانت تمسك في يدها بغصن زيتون أخضر ثم فجأة طار سرب من الحمام الأبيض من فوق رأسها ، فأدركوا أنها العذراء القديسة مريم فصاحوا وتعالى صراخهم بشدة " مريم العذراء ٠٠ مريم العذراء " ، وكانت هناك امرأة تسير بجوار الكنيسة وعندما شاهدت هذا التجلي صاحت " دى ستّننا ٠٠ مريم العذراء " ، وهنا انطلقت أصوات الجماهير التي تجمعت وعلى تهليلهم وتكبيرهم وهتافهم وصلواتهم ودعواتهم ، المسيحي و المسلم ، كل بطريقته الدينية ، فالكل يمجد العذراء ويطوبها ، والكل يقف الآن أمام روح إنسانية لأعظم قديسة في الوجود فارقت هذا العالم وذهبت إلى العالم الآخر وها هي تأتى إلينا من العالم الآخر لتؤكد لنا ، جميعاً ، حقيقة وجود الروح الإنسانية والخلود وخشي البعض من أن يكون في الأمر خدعة أو أن يكون ذلك انعكاساً للأنوار الصادرة من المصابيح الكهربائية فسلطوا أضواء كاشفة عليها فازدادت هيئة العذراء النورانية تألقاً ووضوحاً ، فقاموا بتحطيم كل الأعمدة الكهربائية القريبة من الكنيسة فأزداد ظهور العذراء وهيئتها النورانية ظهوراً وتألقاً وضوحا ً ، فقاموا بإطفاء أنوار المنطقة كلها فبدت العذراء بهيئتها السمائية أكثر وضوحاً وضياء. فتأكد الجميع أنها العذراء .
واستمر الظهور لمدة دقائق بعد ذلك ثم أختفي كما ظهر . وفى اليوم التالي ذهب فاروق محمد عطوة إلى المستشفى ليجرى له الجراح العملية في إصبعه ، ولما حل الجراح الأربطة ذهل عندما وجد أن الإصبع المصاب سليم تماماً (جريدة وطني الصادرة بتاريخ (٢١/٤ ؛٥/٥ /١٩٦٨ )
وقال هذا الرجل لصحيفة الجارديان البريطانية " أن هذا الطيف ( يقصد العذراء ) قد وفر عليه أجر . عملية بتر أحد أصابعه"
(عن كتاب ؛ نور من السماء ، ص ١٦٩)