سأل بيتر جده
"لماذا يقيم العنكبوت بيته في زوايا البيوت؟
ولماذا يأكل العنكبوت الحشرات الصغيرة الميتة
؟"روي جده لحفيده القصة الرمزية المشهورة عن العنكبوت
كان العنكبوت ملتزمًا أن يدفع ما عليه من ضرائب
وإذ لم يكن معه مالاً قال في نفسه
لأذهب واقترض مالاً من بعض الحيوانات ولا أرده
انطلق إلى الطريق
فوجد فأرًا فسأله أن يقرضه جنيهًا واحدًا حتى الصباح
وإذ أكد الفأر أنه محتاج إليه
وعده العنكبوت أنه سيرده إليه في اليوم التالي صباحًا
قدم له الفأر الجنيه وانطلق
.سار العنكبوت في الطريق
فوجد قطة فسألها جنيهًا تقرضه إياه حتى الصباح
ووعدها أنه سيرد المبلغ مع علمه أنه يعجز عن سداد الدين
.كرر الأمر حين رأى كلبًا
ثم رأى نمرًا
وأخيرًا أسدًا
حمل العنكبوت الجنيهات الخمس
وسدد ما عليه من ضرائب
ثم عاد إلى بيته يفكر ماذا يفعل
وكيف يسدد ما عليه من دين
أمسك بفأس
وحفر حفرة ضخمة في الحديقة خلف منزله وغطّاها
وفي الصباح جاءه الفأر يسأله أن يسدد الدين الذي عليه
قابله بكل بشاشة
وصار يتحدث معه حتى سمع طرقات على الباب
وإذ عرف أن القطة على الباب ارتبك جدًا
طلب منه العنكبوت أن يجري إلى حجرة بعيدة
إلى أن تنصرف القطة
فتح العنكبوت الباب ورحّب بالقطة
وإذ سألته عن الدين أجابها أنه سيدفعه فورًا
لكنه قد أعد لها وجبة فطار شهية
تأكلها قبل أن تأخذه
أشار إلى الحجرة التي اختبأ فيها الفأر
دخلت الحجرة ووثبت عليه وأكلته
عادت إلى العنكبوت
فصار يحاورها حتى سمعت طرقات الباب
وإذ عرفت أنه كلب جرت تختبئ في حجرة بعيدة
دخل الكلب وتكرر الأمر معه
إذ أشار إليه العنكبوت جرى نحو القطة وقتلها
وهكذا فعل مع النمر والأسد
وإذ شبع الأسد
طلب منه العنكبوت أن يأتي وراءه
في الحديقة الخلفية ليُعطيه الجنيه
سار الأسد وراءه
وإذ عبر على الحفرة المغطاة سقط فيها
فصار يزأر
جاءت كل الحيوانات لترى ماذا فعل العنكبوت بملك الوحوش
وكيف قدم كل حيوان فريسة لحيوان آخر حتى لا يفي بوعده
وقفت كل الحيوانات ضده
فاضطر العنكبوت أن يجري إلى زاوية البيت
ويُقيم نسيجه عند السقف
وصار منعزلاً. لم يعد له طعام سوى الحشرات الصغيرة الميتة.
أخيرًا قال جده لحفيده بيتر
"من لا يفي بوعده يفقد احترام الكل له، فيصير منزويًا كما في زاوية، ولا يجد طعامًا لائقًا".
هب لي أن أكون أمينًا في حياتي، حينما أعد أفي!أنت الأمين الذي تفي بوعودك معي!لأتشبه بك فلا أشعر بالعزلة.
لأفي بوعودي فأسكن في السمويات، وأتمتع بالمائدة الملائكية.
صلوا من اجلى