أنا صديقتكم عبير وسوف أحكي لكم قصة جميلة و هى(ماء الحياة)، أتمنى متزهقوش مني وتستمتعوا معايا بقصة جميلة ، بطلة قصتنا هي سالي، فتعالوا معايا أعرفكم بيها:
سالي طالبة جامعية.. عانت كثيراً منذ صغرها بسبب وفاة أمها وهي في المرحلة الابتدائية وبالتالي لم تجد الاهتمام والمحبة حتى من أقرب الأقربين، وأمام هذا لم تجد سوى طريق الشر والزنا لتتجه إليه (و ذلك أثناء دراستها في الجامعة) لتبحث عما فقدته منذ صغرها و عما تشعر باحتياج له ألا وهو الحب والاهتمام.. كانت سالي تفتقد جداً لشخص يهتم بها فكانت تبحث عن هذا الشخص في كل مكان تتواجد فيه إلى أن تقابلت مع زميل لها بالجامعة يُدعى (رامي) وللأسف فهو من أكثر الناس الذين خدعوها ودفعوها في طريق الشر والزنا حيث أنه وهمها بأنه يحبها ويحتاج لها وكان دائم الاتصال بها يومياً فخُدعت وتخيلت أنه هذا هو الشخص الذي تحتاجه ولكن للأسف كان كالحية المخادعة كما ذكرت فقد كان يريد أن يشبع شهواته فقط من معرفتها، فهو شخص أناني لا يعرف إلا مصلحته وإشباع احتياجاته فقط...
وبعد ذلك بدأت سالي تفقد كل ما هو غالي وثمين في حياتها حتى سُمعتها وسط أصحابها بالجامعة حيث أصبح الجميع يتحدثون عنها وعن سمعتها السيئة... لم تجد سالي من يحميها من تجريح نظراتهم و تعليقاتهم المسيئة، حتى أقرب الأصحاب لها وهم (سحر و شيماء) قد نبذوها ورفضوا التعامل معها وكانوا ينظروا إليها على أنها إنسانة كافرة وأنها تستوجب حكم الموت..
وبالفعل لقد وصلت لمرحلة تمنيت فيها الموت ولم تجده لأن الموت كان أهون عليها من المواجهات العنيفة والتعليقات المجرحة التي كانت تسمعها من زملائها... وفي يوم تعرفت علي أنا وغادة فنحن أصدقاء لها بالجامعة أيضاً ولكنها لاحظت أننا لسنا كالباقين الذين رفضوها وأهانوها... كان كلامنا لها مختلف كل الاختلاف عما سمعته من قبل.
قد تحدثنا معها عن شخص عظيم يُدعى (السيد المسيح) وعن المرأة السامرية التي كانت تحيا في الخطية وكانت على علاقة بخمسة رجال و السادس الذي كانت معه لم يكن زوجها شرعاً... أخبرناها أن هذه المرأة خرجت يوماً لتستقي ماء من بئر سيدنا يعقوب في وقت الظهيرة اللافح، قد اختارت هذا الوقت حتى لا تجد أحداً عند البئر فتحمي نفسها أيضاً من نظرات و تجريح من حولها لأنهم كانوا ينظروا لها نظرة المرأة الزانية و لكن هذه المرأة التي ينظر لها الجميع على أنها (النجسة الزانية) قد تقابلت مع أعظم وأقدس شخص وهو السيد المسيح.. ولأنه كان ومازال يحب الخطاة تكلم معها ليحررها من كل إحباط ويأس وخوف مدمر قد تسبب فيه المجتمع الأناني الظالم فهو لم ينبذها كالآخرين بل هو الوحيد الذي استطاع أن يلمس احتياجها الحقيقي للاهتمام والمحبة التي كانت تفتقدها و تبحث عنها في طريق النجاسة والزنا...
أراد السيد المسيح أن يُطلقها حره من كل قيودها ووهبها ماء الحياة بدلاً من الماء الذي كانت تستقيه و تعطش إليه مرة أخرى وماء الحياة ليس ماء نشربه بل هو معرفة السيد المسيح التي تلمس و تغير الأعماق... وبالفعل لم تشأ هذه المرأة السامرية أن تعيش في نفاق ورياء فذهبت وأعلنت على الملأ أنها تعيش مع رجل لم يكن زوجها الشرعي وكأنها قد أباحت بخطيئتها وأقرت أمام الجميع بأنها آثمة...
لم تخف ضعفها.. لم تلبس مثل الكثيرين من بني البشر ثوب الفضيلة وهي غارقة في الرذيلة.. لم تدّعي التقوى و الوداعة وتتخذهم ستاراً ترتكب خلفه المعصية... ذلك كله لأنها تقابلت مع المخلص الحقيقي السيد المسيح (الماء الحي)...
كانت سالي تٍسمع هذا الكلام مننا لأول مرة وسألتنا: "هل معرفتي بالسيد المسيح ستمنحني راحة لضميري وحرية لحياتي مثلما حدث مع السامرية؟"... عرفت سالي أن الحل الوحيد هو أن تقبل السيد المسيح مخلص لحياتها وتطلب منه ماء الحياة كما طلبته السامرية منه... فقبلته بالفعل مخلص لها من كل خطاياها وأتعابها وقيودها وقد اختبرت الشبع الحقيقي والفرح وراحة الضمير التي لم تختبرها من قبل.. ورددت سالي هذه الكلمات:
"يا سيدي المسيح أنا بجيلك النهاردة وبافتح قلبي ليك... إنت كاشف كل اللي جوايا، وعارف كل اللي بعمله.. أنا عرفت النهاردة إن الحل لمشاكلي هو فيك.، إنت اللي تُشبعني وتُخلصني من خطيتي.، أنا باطلب النهاردة منك مثلما طلبت السامرية "يا سيدي أعطني هذا الماء لكي لا أعطش أبداً"
سؤال مهم:-
ما هو الماء الحي الذي إن شربت منه لن تعطش أبداً؟