نبذه عن والديه
كان والده اودكسيوس حاكما وكان محبوبا من الجميع بسبب فضائله وتقواه
فحسده اخوه اناطوليوس لان الناس كانت تحب اخيه اكثر منه فقرر ان يوشىء به عند الملك ولاكن الملك كان حكيما واراد ان يكسب الاثنين فامر بتعيين اودكسيوس
حاكما على مدينه افريقيا قديما )الجزائر )
وكانت والدته اوفيميه عاقرا وكانت مداومه على الصلوات والاصوام الكثيره وصلت الى الرب بان يهبها نسلا مباركا وتشفعت بالسيده العذراء مريم وفى زات مره كانت تصلى امام ايقونه السيده العذراء مريم وهى تحمل السيد المسيح
وطلبت شفاعه ام النور وبعدما انهت صلاتها فؤجئت بصوت يخرج من الايقونه يقول لها امين
فنزرت الى الرب ان اعطاها ولدا ستسميه مينا وان تهتم بتربيته وتعلمه الايمان بالسيد المسيح
وبالفعل تحققت المعجزه وكان لها ولدا ودعته مينا
ميلاده ونشائته
ولد مينا سنه 285 ميلاديه واهتم والديه بتعليمه الصلوات والذهاب الى الكنيسه وقراءه الكتاب المقدس وعندما بلغ سن الحاديه عشر توفى والده اودكسيوس وبعد مرور ثلاث سنوات من وفاه والده توفت والدته
وعند بلوغه سن الخامسه عشر من عمره عين ضابطا بالجيش فى افريقيا القديمه ( الجزائر ) وظل بالجيش لمده ثلاث سنوات
رهبنته اشتاق قلبه لحياه الرهبنه فاتبع قول السيد المسيح
" اذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى حاملا الصليب " (مر 10 -21 )
وتوجه الى البريه بعد ما قام بتوزيع كل شى على الفقرا وسكن بالبريه ليتعبد بها وبعد مضى خمس سنوات صدر منشور من الامبراطورين دقلديانوس ومكسيميانوس يامران فيه بالسجود الى الاوثان واز بالقديس وهو يصلى راى الشهداء يكللون بواسطه الملائكه ويحملونهم الى الفردوس وقد صاروا فى بهاء اعظم من الشمس فاشتاق لهذا المنظر واشتهى ان يصير شهيدا مثل هؤلاء فسمع صوت من السماء يقول
" مبارك انت يا ابامينا لانك دعيت للتقوى منذ حداثتك فستنال ثلاثه اكاليل لاتفنى ولا تزول واحدا من اجل بتوليتك والثانى من اجل حياتك النسكيه والثالث من اجل استشهادك وسيصير اسمك مشهور بين الشهداء لانى ساجعل الناس من كل قبيله ومن كل مكان ياتون ويعبدوننى فى كنيستك التى ستبنى على اسمك وستحصل على مجد لا ينطق به ومجيد فى ملكوتى الابدى "
عذاباته 
وترك القديس البريه متوجها الى المدينه حيث كان هناك احتفال بعيد الامبراطور ولما راى كثيرا من الناس يتعبدون الاوثان تمررت نفسه كثيرا فتقدم لساحه الاحتفال وصرخ بصوت عال
" وجدت من الذين لم يطلبونى وصرت ظاهرا للذين لم يسالوا عنى " رساله بولس الرسول لاهل روميه
(10-20 )
واندهش جميع الموجودين وحدث صمت رهيب حينئذ تسائل الوالى عما حدث وكيف تجاسر هذا الانسان على ذلك فامر الوالى بتعذيبه فوضعوه فى الهنبازين وكشطو جسمه حتى ظهرت عظامه وسحبوه على اوتاد حديديه حاده مدببه حتى تمزق جسمه وسلطوا مشاعل متقده على جنبيه وضربوه على فمه حتى تكسرت اسنانه ومع كل تلك العذابات كان يلهج قلبه بالشكر حاسبا نفسه غير مستحق ان يهان من اجل اسم السيد المسيح القدوس
وبعدما فشل الوالى فى انه يجعله يسجد للاوثان ارسله للوالى مع رساله شرح فيها ما حدث وركب الجند السفينه مع القديس مارمينا واثنا ابحارهم سمعا صوت من السما يقول
" لا تخف يا حبيبى مينا لانى ساكون معك اينما تحل "
وعندما وصلا للوالى امر الوالى بالقائه بالسجن مع كثيرين فكان يعذيهم ويشجعهم وهناك ظهر له السيد المسيح نفسه وعزاه
وفى اليوم التالى استدعاه الوالى الى مجلس القضاء وحاول اقناعه بالرجوع لعباده الاوثان فلم يقبل فامر الوالى بنشر جسد القديس بمنشار حديد ولاكن عندما حاول الجند فعل ذلك زاب المنشار الحديد كالشمع
استشهاده
وبعد ما فشل الوالى باقناعه لعباده الاوثان امر بقطع راسه بالسيف
وفى مكان الاستشهاد ركع القديس وصلى الى الله ورفع يديه للسماء فضربه السياف وتمت شهادته فى اليوم الخامس عشر من شهر توت سنه 309 ميلاديه حيث كان يبلغ من العمر 24 عاما وعند استشهاده ظهرت ثلاثه اكاليل تحملها الملائكه فامر الوالى بحرق جسد القديس لكن بقى الجسد ثلاثه ايام وثلاث ليالى داخل لهيب النار ولم يحترق فحمله بعض المؤمنون وكفنوه باكفان ثمينه ودفنوا جسده الطاهر بكل وقار
انتقال الجسد الى مريوط 
خرج القائد اثناسيوس ليحارب البربر الذين كانوا يهاجمون مدينه مريوط واصر ان ياخذ جسد القديس اثنا الحرب لنوال البركه منه وفتح جند القائد اثناسيوس قبر القديس فظهر نور عظيم فمجدوا الله واخذوا الجسد معهم ووضعوه بسفينه وفى اثناء ابحارهم هاجمتهم حيوانات مفترسه فخرجت نار من جسد القديس وانطلقت كالسهام فهربت الحيوانات فى الحال ووصلوا الى الاسكندريه ومنها الى مريوط وحملوا معهم الجسد الى مريوط وقامت الحرب بين جند القائد اثناسيوس وبين البربر وتم هزيمه البربر ببركه جسد القديس مارمينا
وعند رجوع القائد اثناسيوس لبلاده وضع جسد القديس الطاهر على ظهر جمل فلم يستطع الجمل السير رغم الضرب الشديد فوضعوه على ظهر جمل اخر اقوى منه فلم يستطع ايضا السير فادرك القائد اثناسيوس ان اراده الله ان يبقى جسد القديس فى مريوط فدفنوا الجسد الطاهر فى مدينه مريوط
اكتشاف مكان الجسد وبناء كنيسه باسم الشهيد القديس
مارمينا
كان احد الرعاه يرعى غنما خارج المدينه واز بخروف اجرب ينزل فى بركه من الماء ثم خرج ليتمرغ بالتراب فبراء فى الحال فاندهش الراعى من ذلك واحضر خرافا اخرى وبللها ببركه الماء واخرجها لتمرغ بالتراب فى نفس المكان فبراءت كلها فزاع الخبر بين الناس وتوافد الكثير من الناس لهذا المكان لنوال الشفاء
وسمع الامبراطور القسطنطنيه بذلك واذ كانت له ابنه وحيده مريضه بمرض الجزام فارسلها الى مريوط بمصر لتنال بركه الشفاء وفى اثناء اليل ظهر لها القديس واخبرها بان تحفر فى ذلك المكان على عمق من الامتار حتى تجد رفاته المقدسه ففعلت ذلك وبنى والدها كنيسه على اسم القديس مارمينا وكرست فى 15 بؤونه
وقام القديس اثناسيوس الرسولى ( 363 -373 م ) ببناء كنيسه فى ذلك الموضع ووضع فيها رفات القديس
وكتب البابا ثاوفيلس ( 395 -477 م ) الى اركاديوس بن ثيؤدوسيوس الكبير يشكو له من ضيق المكان بسبب كثره الزائرين فسمع له الملك وبنيت كنيسه كبيره ملتصقه بكنيسه البابا اثناسيوس الرسولى السابقه فى ايام المعز
( 1320 - 1330 م )
تزايدت غارات البربر على مدينه الاسكندريه فتم نقل رفات القديس الطاهر الى كنيسه مارمينا بفم الخليج بظاهر مصر
وفى عهد البابا كيرلس السادس تم نقل جزء من رفات القديس مارمينا الى موضعه الاصلى بمريوط
بركه صلوات وشفاعه القديس الشهيد مارمينا العجائبى
تكون مع جميعنا امين
موضوع: القديس مارمينا العجائبى 
الثلاثاء مارس 17, 2009 6:40 am
