القديس الانباء بولا اول السواح

القديس الانباء بولا اول السواح

ميلاده ونشاءته

ولد القديس الانباء بولا بمدينه الاسكندريه وكان له اخ اكبر منه اسمه بطرس وبعد وفاه والدهما شرعا بتقسيم الميراث فاخذ بطرس وهو الاخ الاكبر نصيب اكبر من نصيب القديس الانباء بولا فتسائل القديس الانباء بولا عن سبب ذلك فاجابه وقال له انا الاخ اكبر واخاف ان اعطيك نصيبك فتبدده ولم يتفقا فقرروا اللجؤ للحاكم للفصل بينهم .
وفى طريقهم للحاكم قابلهم بعض الناس المشيعين لجثمان شخص ميت فسائل القديس الانباء بولا احد المشيعين وقال له من المتوفى فاجابه الرجل بانه رجل غنى من اغنياء المدينه وهوذا قد ترك كل شى دون ان ياخذ شيئا معه
فوقف الانباء بولا وقال لنفسه مالى اذن واموال هذا العالم الفانى الذى ساتركه عريانا مثلما دخلته
والتفت لاخيه وقال له ارجع يا اخى بنا فلست مطالبا اياك بشىء مما لى وفيما هم عائدين انفصل القديس الانباء بولا وترك اخيه .
رهبنته

وسار فى طريقه لا يعرف الى اين يتجه فوجد قبرا فاقام به ثلاث ايام وهو يصلى للرب طالبا لان يرشده الرب لطريق خدمته
اما اخوه فظل يبحث عن كثيرا ولاكن دون جدوى فندم ندما شديدا عما فعله باخيه
وبعدما ظل القديس الانباء بولا ثلاث ايام ساكنا بهذا القبر ارسل الرب له ملاكا يرشده ويدله على المكان الذى يخدم به الرب وسار معه ملاك الرب الى ان وصلا الى البريه الشرقيه الداخليه وعاش بهذه البريه سبعين عاما لم يعاين فيها وجه انسان وكان لبسه عباره عن حله من الليف وكان الرب يرسل له طعامه عن طريق غراب كان ياتى له بنصف خبزه فى قرب حلول المساء .

زياره القديس الانبا انطونيس للقديس الانباء بولا

اراد الرب ان يظهر قداسه وبر القديس الانباء بولا فارسل ملاكا الى القديس الانباء انطونيوس الذى كان يظن نفسه اول من سكن بالبريه فقال له ملاك الرب يوجد فى البريه الداخليه انسانا قديس ومبارك وبصلاته ينزل المطر والندى على الارض وياتى النيل فى حينه فلما سمع القديس الانباء انطونيس هذا الكلام من ملاك الرب فقام وسار فى البريه مسافه يوم الى ان ارشده الرب الى مغاره القديس الانباء بولا فدخل اليه وسجد كليهما لبعض وجلسا يتحدثان ببعض الامور ولما حل المساء عليهم اتى الغراب ومعه خبزه كامله فقال القديس الانباء بولا الان قد علمت انك من عبيدى الرب وان لى اليوم سبعين سنه والرب يرسل لى نصف خبزه كل يوم اما اليوم فقد ارسل الرب خبزه كامله لى ولك وقال للقديس الانباء انطونيوس اسرع واحضر لى الحله التى اعطاها قسطنطين الملك لاثناسيوس البطريرك
فمضى القديس الانباء انطونيوس الى البطريرك اثناسيوس واخذ منه الحله التى اعطاها له قسطنطين الملك لكى يعطيها للقديس الانباء بولا .
نياحه القديس الانباء بولا

وفي اثناء عوده القديس الانباء انطونيوس للقديس الانباء بولا راى نفس القديس الانباء بولا صاعدين بها الملائكه
ولما وصل الى مغاره القديس الانباء بولا وجده قد تنيح فقبله باكيا ثم كفنه بالحله التى جلبها معه من البطريرك اثناسيوس واخذ منه الثوب الليف ولما اراد ان يدفن جسد القديس الطاهر تحير كيف سيحفر القبر وحده
واز باسدين يدخلان المغاره وصارا يقبلان جسد القديس الانباء بولا ويشيران برائسيهم كانهم يستازنان فيما سيعملان
فعلم القديس الانباء انطونيوس انهما مرسلان من قبل الرب فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه الاسدان بمخالبهما وحينئذ وارى القديس الانباء انطونيوس جسد القديس الطاهر الانباء بولا وعاد الى البطريرك الانباء اثناسيوس واعلمه بذلك
فارسل البطريرك الانباء اثناسيوس رجالا كى ياتوا اليه بجسد القديس الطاهر الانباء بولا فقضوا اياما كثيره وهم يبحثون دون ان يجدوه فظهر القديس الانباء بولا الى البطريرك الانباء اثناسيوس فى رؤيا واعلمه ان الرب لم يشاء اظهار جسده فامر البطريرك الرجال بالعوده
معجزه حدثت بثوب القديس الانباء بولا

بعدما اخذ البطريرك الانباء اثناسيوس الثوب الليف الخاص بالقديس الانباء بولا كان يلبسه ثلاث مرات بالسنه اثناء التقديس وفى احد الايام اراد الناس ان يعرفوا مقدار قداسه صاحب الثوب الليف
فوضع البطريرك الانباء اثناسيوس الثوب الليف على انسان ميت فقام فى الحال وانتشرت هذه المعجزه فى كل ارجاء مصر والاسكندريه .

تنيح القديس الانباء بولا فى عام 341 ميلاديه وتعيد له الكنيسه فى 2 من شهر امشير الموافق 9 من شهر فبراير