قيل عن المسيح إنه مات فهل الله يموت ؟؟؟

المجتمع : قيل عن المسيح إنه مات فهل الله يموت ؟ وقيل إنه تألم ( مت 16 : 21 ) ، وإنه جاع ( مت 4 : 2 ) ، و إنه عطش ( يو 19 : 28 ) 0 و إنه تعب ( يو 4 : 6 ) 0 و إنه نام ( لو 8 : 23 ) فهل الله يتألم ؟! و هل الله يجوع و يعطش ، و يتعب و ينام ؟! و حينما كان ميتا أو نائما ، من كان يدبر أمور العالم 0 ؟؟؟

المسيحى :



بديهى أن الله طبيعته الإلهية غير قابلة للموت 0
و نحن نقول عن الله فى الثلاثة تقديسات " قدوس الحى الذى لا يموت " 0 ولا يمكن أن ننسب إلى الطبيعة الإلهية الموت 0 و لكن الذى حدث فى التجسد الإلهى ، أن طبيعة الله غير المائتة اتحدت بطبيعة بشرية قابلة للموت 0
و هذه الطبيعة البشرية هى التى ماتت على الصليب 0
أنفصلت فيها الروح عن الجسد ، ولكن اللاهوت ظل متحدا بالروح ، ومتحداً بالجسد ، وهو حى لا يموت 0 ولذلك نحن نقول فى صلاة الساع التاسعة " يا من ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة " 0
* * *
ولأننا لا نفصل الطبيعتين ، نسب الموت إلى المسيح كله
فالإنسان مثلا يأكل و يشرب 0 الجسد هو الذى يأكل ، و ليس الروح 0 و الجسد هو الذى يشرب ، وليس الروح 0 ومع ذلك نقول إن الإنسان هو الذى أكل و شرب ، و لا نقول بالتحديد إن جسد الإنسان قد أكل 0
كذلك فى الموت : روح الإنسان لا تموت بل تبقى حية بعد الموت 0 ولكن الجسد هو الذى يموت بانفصاله عن الروح 0 و لا نقول إن جسد الإنسان وحده قد مات ، بل نقول إن الإنسان قد مات ( بانفصال روحه عن جسده ) 0 و كذلك فى القيامة 0 إنها قيامة الجسد ، لأن الروح لم تمت حتى تقوم 0 و مع ذلك نقول إن الإنسان قام من الأموات
* * *
الطبيعة البشرية – المتحدة بالإلهية – هى التى ماتت 0 و لكن طبيعة الله لا تموت 0

لو كان المسيح إلها فقط ، غير متحد بطبيعة بشرية ، فإن الموت كان خاصا بها 0 و نفس الوضع نقوله عن باقى النقاط 0
* * *
الله لا ينام ، و نقول عنه فى المزمور إنه " لا ينعس و لا ينام " ( مز 120 ) 0
و لكنه نام بطبيعته البشرية 00 إلخ 0 و لكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحادا كاملا 0 فنسب ذلك أكل و شرب بطبيعته البشرية ، تألم و تع بطبيعته البشرية 00 ألخ 0 ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحادا كاملاً
أما عن عبارة " بكى يسوع " و باقى المشاعر البشرية 0
فنقول إن الطبيعة البشرية التى اتحد بها ، كانت تشابهنا فى كل شئ ما عدا الخطية 0 فلو كان بلا مشاعر ، ما كان إنساناً 0 و هو سمى نفسه " ابن الإنسان " لأنه أخذ طبيعة الإنسان فى كل شئ ، ماعدا الميل إلى الخطية 0 و كإنسان كانت له كل ما ينسب إلى الإنسان من مشاعر ، ماعدا النقائص و الخطاء 00 و طبعا ليس فى المشاركة الوجدانية خطأ 0 ليس فى البكاء خطأ ، بل هو دليل على روقة الشعور ، و على الحب و الحنو
* * *
و ماذا إذن عن الصلاة ؟
لو كان المسيح لا يصلى ، لكانت رسالته عرضة للفشل ، إذ يقولون عنه إنه غير متدين 0 و أيضاً ما كان يقدم قدوة صالحة لغيره فى الفضيلة و الحياة الروحية هو إذن – كإنسان – كان يصلى 0 كانت هناك صلة بين ناسوته و لا هوته 0 و الصلاة هى صلة 0صلة بين طبيعتنا البشرية ، و بين الله