ربنا موجود فى الدير بس ومش موجود فى العالم ؟؟

كان فى شاب طلع رحله لاحد الاديره . الشاب دا كان انسان مهذب مواظب على الكنيسه لكنه كان رغم دا كله بيحس بفراغ كبير جواه
وهو موجود فى الدير شاف راهب عجوز وقاعد لوحده وكأنه فى حالة تأمل وكان مركز لشوية عصافير بتطير قدامه
راح الشاب دا للراهب ودار بينهم الحوار دا
الشاب : سلام يا ابى
الراهب : سلام ونعمه يا ابنى.. اتفضل
قعد الشاب وقال للراهب : يا ابونا قدسك مرطز للعصافير قوى ليه كدا ؟
الراهب : ابتسم .. وقاله : اسمك ايه يا حبيبى
الشاب : رد وقاله اسمه
الراهب : انت بتدرس ولا خلصت دراسه
الشاب : خلصت وبأشتغل
الراهب : وعامل ايه فى حياتك مع ربنا
الشاب : اشكر ربنا يا ابونا انا مواظب على الكنيسه والتناول والقداسات والخدمه فى الكنيسه كمان وبأقرا الانجيل يوميا وصلاة المزامير
الراهب : دى حاجه كويسه خالص ربنا يباركك . بس انا بسألك عامل ايه مه ربنا , مش بأقولك انت متدين ولا لاء
الشاب : مش فاهم قصدك يا ابونا
الراهب : يعنى انت علاقتك بربنا حلوه ولا انت بتعمل دا كله علشان لازم تعمل كدا . يعنى مثلا لو فى موضوع ربنا اختبرك فيه وحصلت تجربه ليك هتعمل ايه ؟
هل تسيب ربنا وتقول انا طول حياتى معاه وفى الاخر يحصلى دا كله ؟ ولا هتشكر ربنا ذى ايوب ؟
الشاب سكت شويه وكأنه مش عارف اجابه
الشاب : بصراحه يا ابونا انا رغم انى بأروح الكنيسه والانجيل والصلاه والقداسات والخدمه كمان لكن مش حاسس ان ربنا معايا . حاسس ان ربنا مش بيسمع ليا , حاسس ان فى حاجه بتمنع بركة ربنا عنى
بس مش عارف اعمل ايه
الراهب : انت لما بتكون فاضى واو لما بتخرج مع اصحابك بتروحوا فين ؟
الشاب : ممكن نروح النادى او نقعد فى اى كافييه
الراهب : وممكن تقعد على القهوة ؟
الشاب : عادى يا ابونا ما كل الشاب بتقعد عليها
الراهب : بتروح السينما او المسارح ؟
الشاب : لما بيكون فى فيلم جديد ممكن اروح اتفرج عليه فى السينما مع زمايلى
الراهب : لما بتروح فرح حد من قرايبك بتغنى كدا وترقص مع زمايلك او قرايبك ؟
الشاب حس كدا بخجل بينه وبينه نفسه قدام الراهب , وكأنه فهم قصد الراهب
الشاب : يا ابونا انا شاب ذى اى شاب وعايش فى العالم اكيد هأروح الكافيه او القهوه العاديه او اروح الفرح ارقص
الراهب :
انت بتقول انك شاب ؟ يعنى ايه الكلمه دى ؟
الشاب : يعنى اى شاب فى سنى بيعمل اللى انا بأعمله دا دى حاجه عاديه مش حرام يعنى
الراهب : لما تكبر هتروح الاماكن دى ؟
الشاب : لاء طبعا بقى خلاص برضه الواحد السن هيحكم عليه ان فى حاجات ميعملهاش . يعنى الرقص فى الفرح هتكون صعبه عليا وانا راجل كبير انى ارقص الناس تقول عليا مجنون او مش محترم
الراهب : يعنى علشان انت شاب دلوقتى تعمل كدا وتروح الااماكن دى !!! انت نسيت ان الكتاب بيقول اذكر خالقك فى ايام شبابك ؟
الشاب : يا ابونا هاتلى واحد دلوقتى مش بيعمل كدا . مفيش شاب مش بيروح سينما , مفيش شاب مش بيروح نادى او قهوه
الراهب : يوسف عمل كدا
الشاب : يوسف مين
الراهب يوسف اللى رفض الخطيه وقال ازاى اعمل الخطيه قدام ربنا
الشاب : هو الحاجات دى حرام يا ابونا انى اروح اتفرج سينما او اروح نادى او اى حاجه من دا كله ؟
الراهب : انت لما بتروح السينما بتتفرج على فيلم لمارجرجس او اى قديس ولا فيلم ايه ؟
الشاب : فيلم عادى طبعا يا ابونا
الراهب : الفيلم العادى مش بيكون فى مناظر ممكن تعثرك او على الاقل الفاظ ممكن تعثرك ؟؟
الشاب : بيكون فى بصراحه
الراهب : ازاى بقى بعد كدا لما تتطلع من المكان دا عايز تتكلم مع ربنا ؟
حتى لما هتتكلم مع ربنا هتقوله ايه ؟ هتقوله يارب اقف معايا فى الموضوع الفلانى ولا هتقوله يارب انا اخطأت امامك انى ذهبت للمكان الفلانى ومحستش بوجودك فيه علشان كدا انا مستحقش انى اكون ابن ليك ؟؟
اى كلام بتقوله لربنا بعد ما بتروح ؟؟
الشاب : ياابونا اى شاب ممكن يسقط فى الخطيه . خاصه ان سقطات الشباب كتيره ومحاربات اللى بتكون قدان بتكون شديده اكيد هيسقط
الراهب : مسمعتش عن الايه اللى بتقول لا تشمتى فى يا عدوتى ان سقطت اقوم ؟ مسمعتش كمان ان المسيح قالنا انتم لستم من هذا العالم وقالنا كمان ان قوتى فى الضعف تكمل
يابنى انا مقلتش انك متسقطش لان اى انسان بطيبعته بيسقط لكن الاهم فى الانتصار على السفوط هو انك تعرف حيل عدوك ايه
الشاب :ازاى يا ابونا ومين عدوى
الراهب : عدوك هو الشيطان , وعلشان تحاربه لازم تعرف ايه هى الحيل بتاعته علشان تنتصر عله ببعدك عن حيله . يعنى الشيطان ممكن يحاربك بالفتور يخليك متحسش ان فى استجابه لصلاتك ومره على مره هتشعر بالفتور فى الصلاه وكأنه شىء روتينى وعمل بتؤديه وخلاص ومش هتحس بروحانيه ولذه الصلاه اللى هى اعمق صله بينك وبين ربنا . هو مش هيخليك متصليش لاء , هيخليك تصلى لكن هيفقدك روحانية الصلاه , وبعدين ابعد عن الشهوات الشبابيه اللى انت فاكرها شىء عادى وان كل الناس بتعملها . لو كان المكان اللى انت رايحه دا هتلاقى فى كلمة ربنا كان الشيطان حاول يمنعك عنه لكنه الشيطان بيسهلك انك تروح المكان دا يبقى ازاى هتستفيد بيه فى روحياتك ؟
الشاب : يا ابونا حتى لو كانت خطيه . بس هتكون ارحم من خطايا تقيله ذى الونا اة القتل او السرقه او اى خطيه كبيره , اكيد ربنا هيسامحنى لانها سقطات شباب
الراهب : يابنى ربنا يسامحك فى حاله اعترافك بالخطيه اى كانت , وفى نفس الوقت استهتارك بنوع الخطيه هيخليك تسقط فى خطيه اكبر اقولك مثل ,,, لو جيبنا حجر كبير قوى وجيبنا معاه نواية بلحه صغيره , ورمينا الاتنين فى البحر ايه اللى هيحصل للاتنين ؟ ايه اللى هيحصل للحجر الكبير والنوايه الصغيره ؟
الشاب : الاتنين هيغطسوا فى البحر فى المياه
الراهب : يعنى الاتنين هيفطسوا مش الحجر الكبير بس علشان تقيل حتى النوايه الصغيره كمان
الشاب : صح يا ابونا , بس مش فاهم قصدك
الراهب : الحجر الكبير قوى دى الخطايا التقيله ذى الزنا او القتل او الخطايا اللى كبيره , اما النوايه الصغيره دى الخطايا اللى انت بتقول عليها صغيره او هايفه اللى انت فاكرها حاجه عاديه اى انسان دلوقتى بيعملها
الاتنين فى النهايه غطسوا يعنى الاتنين مصيرهم واحد وذى بعض , يعنى ان االخطايا الكبيره دى هتتحاسب عليها ذيها ذى الخطايا الصغيره برضه الاتننين مصيرهم واحد
الشاب : اتضايق من كلام الراهب وحس انه مفيش حاجه بيعملها صح وقال للراهب يا ابونا انا انسان علمانى عايش فى العالم مش راهب عايش فى الدير
الراهب : ابتسم للشاب وقاله يابنى ... هو ربنا مش موجود فى العالم وموجود فى الدير بس ؟؟؟
واكمل الراهب كلامه وقاله
انا هأقولك حاجه انت سألتنى عليها فى اول كلامك هى . انا مركز على العصافير اللى قدامى ليه ؟
قالوا يابنى المسيحى الحقيقى ذى العصفور حياته كلها فى السما بيطير فيها وكل ما هو بيطير فى السما بيكون فرحان ويفضل يسبح ربنا ولما ينزل على الارض بيكون علشان يجيب اكله اللى قده وقد عائلته ومش بيعمل حساب لبكره ولا يقول هيحصل ايه بكره , واول ما العصفور ياخد الاكل من الارض بيطير للسما تانى بسرعه لانه حياته مش على الارض . ولما يكون العصفور محبوس فى قفص , دا بيكون سجن الخطيه اللى بيمنعه من انه يرجه لبيته السما تانى علشان كدا بتلاقى العصفور المحبوس حزين وصوته غير صوت العصفور الحر ,, واول ما تعترف بخطيتك تلاقى الباب بتاع القفص ينفتح على طول العصفور يطير للسما ويرجع لمكانه فى السما من تانى
عرفت ليه انا كنت بأتأمل فى العصافير ؟؟ اوعى تخلى نفسك مسجون فى القفص خليك حر فى السما دايما
وهنا ترك الراهب الشاب متفكرا فى دار بينهم وهل فعلا كما قال الشاب حيث انه ليس راهبا فى الدير عليه ان يفعل كما يفعل الان اى شاب ؟
ام قول الراهب له هل ربنا موجود فى الدير بس ومش موجود فى العالم ؟؟
اى الرأيين هو الصائب ؟؟